الغموض والإيضاح

أنصار البساطة في الأدب والفن يقولون لا يجوز أن يستخدم القارئ مذكرات تفسيرية لما يقرأ ومنهم الشاعر والفنان العالمي رسول حمزاتوف في قوله :
«يجب أن تكون الكتابة مفهومة لأمي وأختي ولكل جيلي ولكل إنسان يقع بين يديه كتابي فأنا لا أريد أن أبعث فيهم الضجر بل أريد أن ابعث فيهم الفرح وأنصار الغموض يقولون وظيفة الأدب والفن هي رفع سوية الفكر لدى المتلقي فيجب أن نرفعه إلى مستوانا لا أن ننزل إلى مستواه وقديماً قال أبو تمام والفارابي جواباً على سؤال لماذا لا تكتب ما يفهم إذ رد عليهم لماذا لا تفهمون ما يكتب أي لماذا لا ترفعون سوية وعيكم وإدراككم للأمور ..
البساطة والغموض والفرق بينهما …هل هو بالأسلوب ذلك باستخدام اللفظة العادية والأفكار السهلة البسيطة المتداولة بين العامة ….ويقابلها اللفظة الخبيثة لمعان عميقة وأفكار بعيدة المدلول ..وأيهما أفضل …
في ظل كتاب أو مقال أو قصيدة هناك شيء ما يريد أن يقوله الكاتب وعليه أن يوصله إلى ذهن القارئ بأوضح الصور حتى ولو كانت حالة رمزية فيجب أن يصل الرمز ويترك للقارئ فكفكة هذا الرمز كي تدخل إلى عالم الكاتب أو الفنان ..وكثيراً ما يكون لأحاديثنا العادية ترتيب معين لدى الفنان المبدع ..كاتباً أو شاعراً يجعلنا نقرأ أشياءً لم نكن منتبهين إليها كما في قصائد نزار قباني حيث يبدأ بكلماتنا العادية لينتهي بعالم  راق من الصور والمعاني فتقودنا بساطتنا إلى مدلولات بعيدة وعميقة …
لاشك أن الغموض والإبهام الناتج عن عمق الدلالة مع الاختصار تعبير عن قدرات استثنائية للكاتب والقارئ وهو إعجاز على نحو ما ولا يقارب بالغموض والإبهام الناتج عن ضعف الكاتب وركاكة ألفاظه المتناثرة بدون ترابط أو وحدة الهدف والفكرة فتكون قراءتها كسيل من الأحجار يرتطم برأس القارئ يحتاج لوقت كي يفيق منها
يوسف قاسم

المزيد...
آخر الأخبار