شــادن

تغزل الشعراء العرب بجمال الغزلان لما اتصفت به من رشاقة وخفة ونعومة وقد أطلقوا على كل مرحلة من مراحل نموها اسما مثل الطلا ثم الخشف ثم الغزال ثم الرشا ثم الشادن وقد غلب اسم الغزال على كل تلك الأسماءوأصبح مرادفا لاسم الظبي ويمكننا القول أن العرب عشقوا الغزلان وأكثروا من وصف حسنها يقول الشاب الظريف :
مثل الغزالة نظرة ولفتة
من ذا رآه مقبلا ولا افتتن
أحسن خلق الله وجها وفما
إن لم يكن أحسن بالحسن فمن ؟
في جسمه وصدغه وشكله
الماء والخضرة والوجه الحسن
ولشدة إعجاب العرب بالظباء أطلقوا أسماءها على بناتهم خاصة حيث سموا غزالة وظبية وأطلقوا على الصبي ظبياً وغزالاً . كما سموا البنت رشا والرشا ولد الظبية إذا قوي عوده وتحرك ومشى مع أمه وكثيرا ما يكنى عن المرأة الحسناء بـ رشا، يقول حميد بن أوس الطائي :
لي في حمى ربعكم بالرقمتين رشا
عني غني وإني أي محتاج
لما تجلى انجلى من نور طلعته
ليل الدجى بسراج منه وهاج
ويقال رشأ بالهمز ،يقول أبو النواس معرضا بالشعراء الذين وقفوا على الاطلال :
يا كثير النوح في الدمن
لا عليها بل على السكن
سنة العشاق واحدة
فإذا أحببت فاستكن
ظن بي من قد كلفت به
فهو يجفوني على الظنن
رشأ لولا ملاحته
خلت الدنيا من الفتن
وسموا البنات باسم شادن والشادن ولد الظبية إذا قوي واستغنى عن أمه  يقال شدن الظبي يشدن فهو شادن وفي ذلك يقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة :
يا نسيم الروض خبر للرشا  
               لم يزدني الورد الا عطشا
لي حبيب حبه ملء الحشا    
          إن يشا يمشي على خدي مشى
قوله قولي وقولي قوله 
                  إن يشا شئت وإن شئت يشا
جمع الحسن جميعاً وجهه                       فإذا المرء رآه دهشاً.
شلاش الضاهر

المزيد...
آخر الأخبار