كثيرة هي الصّور والخواطر، التي اقتحمت بوّابات عقله، مرّت إحداها من الغرفة أمام عينيه، فتحت إحدى النوافذ، انطلقت مخاطبة السّكينة التي تجاورُه: ´أليس صمت الآباء حيال دماء أطفالهم أقوى من كلّ الكلمات التي تُسمَع»؟
على غير انتباه ٍمنه، تسلّلت إلى رأسه صورٌ مرعبة، لأطفال عرب، تخثّرت أجسادهم جرّاء القصف النازيّ لتتار الزّمن، ردّد بِصدره: «إنهم يعشقون الدم العربي، خصوصاً إذا كان الدّم لأطفالٍ بعمر الزّهور..»!
سكت هنيهة، في صدره الممتلىء بحمم بركان ثائر، كان يصبّ جام غضبه على الأوْغاد، مصّاصي دماء الشعوب…
تحدّث عقله قائلاً: «الضرب من الخلف جُبن، في الصدر بطولة، وهم لا يطلقون إلا من الخلف، هكذا تربيتهم القذرة».. سكت عقله هنيهات عدّة، عاد يتمتم: «كلّ النزاعات والخلافات بين أهل الأرُومة الواحدة، ستنتهي يوماً، على الرّغم من الدمّ، وزجاج النفوس المحطّم… المرهم بدل المبضع، والحبّ بدل الغضب، غداً يصحو الوطن مبكّراً على غير عادته، يغسلُ وجهه، تنتهي كلُّ الكوابيس المُفزِعة»…
هالة رجب
المزيد...