لا يمكن لأحد أن ينكر تداعيات الحروب على الشعوب وآثارها السلبية على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والخدمية ولكن … أن الحرب أصبحت شماعة وذريعة لكل من يتهرب من المسؤولية..!! مع الإشارة إلى أن الخدمات ستصبح أقل أو بالحد الأدنى منها بعد حرب بدأت قبل 8 سنوات.. لذلك لابد من الموضوعية و العمل في ضوء الإمكانات المتاحة ما أمكن في الوقت الذي يعلو فيه صوت المواطن مطالباً الجهات المعنية تحسين الواقع الخدمي ما أمكن .قامت العروبة بجولة اطلعت فيها على الواقع الخدمي في حي الشماس والذي يمكن وصفه بالمتواضع جداً .. والتقت رئيس لجنة الحي فيها – مختارها عبد السلام طعمة وعدداً من المواطنين من أهالي الحي ..
من الأحياء المنسية
يذكر المواطنون أن حي الشماس أحد الأحياء المنسية بالمدينة ويستغربون بدهشة أن الشوارع في الحي مازالت ترابية وكثيرة الحفر العميقة المليئة بالأمطار هذا في وضح النهار فكيف لمن يسير في الشارع ليلاً ولا إنارة تذكر !
ويعقب المختار : تمت مخاطبة الجهات ذات العلاقة بكتب رسمية مرات كثيرة وعديدة .. فقامت بمد قميص إسفلتي في الشارع الرئيسي فقط وبقيت الشوارع الفرعية الأخرى ترابية على حالها .. للأسف ولا مجيب !
مؤكداً أن هذا الحال كان قبل بداية الحرب على سورية ولا يزال دون مجيب !
لا مسؤولية
ويتابع : بهدف استبدال القساطل القديمة قبل بداية الحرب قامت مؤسسة المياه بحفر الطرق واستبدلت القساطل وتُركت الشوارع ترابية عدا عن أكوام الردم التي خلفتها دون الشعور بأدنى حس من المسؤولية تجاه ذلك ..
متابعة حثيثة
ونتيجة المتابعة بعد الحرب والمطالبة الشديدة (والكلام لا يزال للمختار) قامت لجنة من مجلس المدينة بتقدير قيمة الأضرار الناجمة وقد بلغت 52 مليون ل .س لترميم الشوارع بشكل جزئي وليس كاملة ومدها بقميص إسفلتي فقامت على أثر ذلك مؤسسة المياه بتحويل مبلغ 52 مليون ل .س لمجلس المدينة حالياً .. وكان الجواب بأنه سيتم تعبيد كافة الشوارع بشكل كامل غير جزئي خلال العام القادم ومعالجة مشكلة الشوارع كاملة..!
بحاجة للتعزيل
يقول أحد المواطنين : ما إن يبدأ موسم الشتاء حتى نشعر بأننا أصبحنا في ورطة فالشوارع ترابية وإذا امتلأت بالأمطار يصعب تصريفها عن طريق المصارف المطرية جراء الاختناقات الحاصلة عليها بسبب انجراف الأتربة.. حينها تصبح الشوارع ذات طبيعة طينية وهذا واقع سيء لمن يسير في الشارع من موظف وطالب مدرسة وغيره..؟!
وتكثر هذه الحالة في الشارع الذي يقع فيه المركز الثقافي والشارع رقم -20-
بحاجة لإنارة
بعض شوارع حي الشماس تحظى بإنارة مقبولة وبعضها الآخر لا إنارة فيها مطلقاً … يطالب الأهالي بضرورة صيانة المصابيح بالشوارع وفي الحدائق المظلمة ليلاً حيث أعمدتها موجودة دون مصابيح.
حدائق حزينة
ان الإهمال واضح في حدائق حي الشماس فهي تفتقد للإنارة ليلاً وبعض المقاعد مكسرة والأسوار مرمية أرضاً إضافة إلى تواجد قطعان الغنم فيها …مما حرم أهل الحي من قصد الحديقة والتنزه أو الجلوس فيها ابتعاداً عن متاعب الحياة .. وهمومها…!؟
الأرصفة مكسرة
بعض الشوارع كُسرت وسرقت بعض حجارة الأرصفة فيها, ولا يعرف أهل الحي من قام بذلك .. وكل يقذف الآخر بتهمة الإهمال والتخريب !
الحاويات غير كافية
يتابع رئيس لجنة الحي حديثه حول النظافة فيقول :
يوجد حوالي 10حاويات في (الشماس 1 والشماس 2) وهي لا تغطي الحاجة الفعلية خاصة أنه للأسف لا يوجد التزام من الأهالي بمواعيد رمي القمامة مع أن مديرية النظافة تقوم بترحيلها يومياً حتى في أيام العطل الرسمية .
ويضيف أحد المواطنين أن بخ الحشرات هذا العام لم يكن بالقدر الكافي إذ كانت الحشرات هذا الصيف تسرح وتمرح..!
المياه جيدة
مع أن قساطل مياه الشرب قديمة ولم يتم استبدالها فهي مازالت بحالة جيدة والمياه تصل إلى كافة المواطنين وفي الطوابق العليا دون الضرورة لاستخدام مضخة.
الأمراس قديمة
أضاف المختار أن الأمراس الكهربائية قديمة وهي عرضة جراء الحمولات الزائدة والعوامل الجوية للسقوط .. ويوجد في الحي الكثير من الأمراس الكهربائية التي سقطت على الأرض .. وفي حال الاتصال مع طوارئ الكهرباء فإنه و للأسف أحياناً كثيرة يوجد تلكؤ من قبلها ولا تستجيب خاصة أن الأسلاك التي على الأرض تعرض حياة المارة للخطر..!
وتمنى أهل الحي التنظيم في أوقات قطع الكهرباء ،والتقنين لمعرفة الأوقات التي يمكنهم فيها الاستفادة من جريان التيار . وأشار المختار أيضاً أنه لا يوجد استجرار عشوائي للتيار الكهربائي ولا توجد معاناة من ضعف فيه .
الصرف الصحي جيد
وتابع المختار: جرى استبدال شبكة الصرف الصحي بالكامل قبل بداية الحرب ولم تحدث أية اختناقات .
الغاز متوفر
يوجد في حيي الشماس (1 – 2) أربعة معتمدين لتأمين و توزيع مادة الغاز المنزلي وتباع الاسطوانة بسعرها المحدد ,كما تقوم سيارة أسبوعياً بتوزيع الغاز مباشرة للمواطنين كل يوم سبت.
الأرضي جيد
يذكر المواطنون أن خدمة الهاتف جيدة والشبكة أرضية ولا توجد أعطال …ولكنهم يشكون من ضعف شبكة الانترنت .
لا عدالة
يؤكد بعض المواطنين أنهم لم يحصلوا على مخصصاتهم من مادة المازوت المنزلي …ويعقب المختار بقوله إن 50% من المواطنين بالفعل لم يحصلوا على المادة مع أنهم كانوا قد قاموا بالتسجيل وفق دفتر العائلة .
والتأخير سببه الشركة …إذ لم تتمكن من التوزيع إلا مع بداية شهر تشرين الأول من هذا العام …وليس كالأعوام السابقة … يذكر أنه تم توزيع خمسة صهاريج سعة ثلاثة منها 24 ألف ليتر واثنان منها سعة 17 ألف ليتر
نقص بالربطات
يوجد فرن خاص ونوعية الخبز جيدة .كما يوجد 25 معتمداً لتأمين وتوزيع مادة الخبز ولكن يوجد نقص في عدد ربطات الخبز وهي لا تغطي الحاجة الفعلية لسكان الحي .
ومع أن الحي ذو صفة عقارية إلا أن المساكن الغربية بحاجة إلى معتمد .كذلك المدينة الجامعية..!
ازدحام طلابي
يوجد ابتدائيتان و إعداديتان وثانوية وروضتا أطفال ولا يوجد معاهد خاصة .ويشير الأهالي إلى أن مستوى التعليم مقبول في المدارس …ولكنهم يشكون من الازدحام الطلابي في الشعبة الصفية الواحدة إذ يصل عدد طلابها إلى 50 طالباً .وهذا بدوره يؤثر سلباً على العملية التعليمية وعلى الطالب والمدرس معاً , مع الإشارة إلى وجود عدد من المدرسين من خارج الملاك …!
التدخين وهروب الطلاب
يقول أحد الأهالي :لو ذهبنا الآن إلى إحدى الإعداديات لوجدنا عدداً من الطلاب خلف المدرسة يدخنون …إذ يتسلق الطلاب السور كونه منخفضاً..؟!
الخدمة الصحية جيدة
يوجد مركز صحي بالحي بخدمات مقبولة واختصاصات محدودة وإسعافات أولية .كما يوجد مستوصف اقتطع جزء من مساحته ومن مدرسة عيسى سلهب ليخصص كمستودع لصالح الهلال الأحمر ….نطالب بإعادته كما كان …!
مصدر إزعاج
ويذكر مختار الحي انه قام الاتحاد الرياضي بإنشاء مبان خاصة بناديي الكرامة والوثبة وما زالت حتى اليوم على الهيكل إذ توقف العمل فيها ولكنها اليوم للأسف أصبحت مصدر قلق وإزعاج للجوار في الليل والنهار .
مزاجية واضحة
يتم تخديم حي الشماس بشقيه بباصات النقل الداخلي والقطاع الخاص وقد ورد على لسان عدد من المواطنين أن السائقين العاملين على الخط يتعاملون بمزاجية واضحة كما وصفها أحدهم دون رادع إضافة إلى عدم التزامهم بالمواقف الرسمية غير آبهين بأحد عدا عن الازدحام في الباص الواحد إذ يصل عدد الركاب فيه من 50 -60 مواطناً مع انه لا يتسع إلا لـ30 راكباً ! ويذكر انه تم التقدم بطلبات شكاوى رسمية وشفهية لمدير الخط إلا أنه تغافل عنها ولم يحرك ساكناً !
كما أن تلك الباصات لا تعمل ولا تخدم المواطن أيام العطل الرسمية ولا حتى في ساعات الصباح الباكر أو مساء ….!
يتمنى أهل الحي على الجهات المعنية تزويد الحي بسرافيس خاصة كي تخفف من معاناتهم.
أخيراَ
حي الشماس كغيره من أحياء المدينة الذي يفتقد لأبسط الخدمات ,والجهات المعنية أذن من طين وأخرى من عجين.
تحقيق :نبيلة إبراهيم – ت : رسلان خولي
المزيد...