نشدو لوجهٍ كان عندَ الفجرِ مبتسماً
وغابْ
ولطفلةٍ عبرَتْطريقَ الحيِّ حافيةً
نغنّي
لمواكبِ الأطفالِ حوّلهم لهيبُ الحربِ
ناراً أو رمادْ
لكنّهم عبروا الحروبَ إلى الحقولْ
ولكلِّ امرأةٍ تغنّي للحياة ..
ولذلكَ الجنديِّ يضحكُ وهْوَ يحمي الآخرينَ
وللشّهداءِ ضحّوا بالدماءِ بلا حسابْ
ولعاملٍ نسج الخيوطَ ليبعِدَ البردَ الذي
لسعَ البلادْ
ولكلِّ فلاّحٍ سيعصرُ كرمَه
قبلَ الخريف
لسنابلِ القمحِ التي نضجَتْ
نغنّي
ولعاشقٍ قطفَ النجومَ قلادةً لفتاتِهِ
لصبيّةٍ باحَتْ بأشواقِ الحنينْ
كانت تطرّزُ فوقَ شرشفِها حروفاً للحبيبْ
للحبِّ
للأشجارِ والدنيا
نغنّي
للعصافيرِ التي عبرَتْ سمانا
ولكلِّ صيّادٍ يحبُّ البحرَ
رغمَ الموت ..
يهتفُ رغمَ غربتهِ تعالوا واسمعوني
لكِ يا ينابيعَ الحياةِ الدّافقةْ
نشدو
نغنّي ..
نلهُو لكي ترتاحَ أسرابُ اليمامِ
على السطوحْ
لُمتيّمِينَ استعذبُوا ملحَ الدموعِ
وكابَرُوا فوقَ الجروحْ
للأرضِ تجمعُنا بلا حقدٍ
وتنثرُ وردَها للعاشقينْ
لغزالةٍ ترنو إلى ظبيٍ
يرتّبُ ليلَها وكُناسَها
ولكلِّ شيءٍ في الوجودْ
نحنُ الذينَ يذوّبونَ قلوبَهم دفئاً
ونحيا في شجونْ
لكنّنا دوماً
نغنّي
إياد خزعل
المزيد...