بدعوة من مديرية الثقافة قدمت فرقة المسرح البصري الراقص عرضاَ ممتعاً بعنوان “المنديل” على مسرح دار الثقافة بحضور جمهور كبير من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية والفنية ،و”المنديل “هو فكرة وإخراج بسام حميدي وأداء حاجيك تجه جيان وسماح غانم ،كريوغراف نورس عثمان ،إشراف درامي عروة العربي ،وتأليف عبير عودة التي كانت مخرجة مساعدة في ذات الوقت .
“المنديل “يعرض علاقة الرجل بالمرأة ،من خلال هذه الثنائية القديمة قدم التاريخ حيث يبدوان في بداية العرض كفيفين يعيشان في منزل بسيط وسط غابة جميلة مليئة بالأشجار وأصوات العصافير والفراشات الجميلة التي توحي بجمال المكان والحياة في الوقت نفسه وعلى أنغام أغنية أم كلثوم التي تعبر عن جمال الحياة بين الرجل والمرأة “اللي شفته قبل ما تشوفك عيني …عمري ضايع …يحسبوه أزاي علي …”هذه الجمالية وهذه الحياة البصرية الجميلة التي ترافق الأداء الراقص سرعان ما تنقلب عبر الأيام لتبدو حلماً جميلاً ليس إلا بعد مرور الأيام …حيث تتغير الجدران وتصبح جليدية مليئة بالثلوج فتنعكس هذه الحالة على الرجل والمرأة ويدب الخلاف بينهما ليفترقا ويشعرا بالوحشة والألم جراء ما يرونه في الحياة من دمار وخراب لتكون النهاية باللقاء من جديد والعودة إلى الحالة الأولى “”العمى “كي لا يروا ويشاهدوا كل ذلك السوء والخراب لتعود الجدران إلى طبيعتها والألوان إلى البيت وإلى الأشجار وتعود العصافير لتزقزق من جديد, و باعتقادي أن الشيء الذي أراد العرض إيصاله إلى الجمهور هو أن الحياة لا يمكن أن تستمر إلا إذا كنا عمياناً عن رؤية الخراب والسوء على الأرض وما يجري فيها.
المنديل عرض بصري جميل اعتمد على الصورة و الموسيقا والمؤثرات الصوتية وعلى أداء الممثلين طيلة العرض الذي استمر حوالي /40/دقيقة من المتعة البصرية في الأداء على خشبة المسرح التي تحوّلت في ذات الوقت إلى شاشة عرض كبيرة امتزج فيها أداء الممثلين مع المشاهد البصرية في الطبيعة والفضاء والبحار .
يمكن الإشارة إلى أن هذا النوع من المسرح يقدم للمرة الأولى على مسرح دار الثقافة وهو عرض هام ويعكس تجربة مهمة لطاقم الفرقة الذي قدم هذا العرض الممتع والجميل مع الإشارة إلى أن الفرقة سبق أن قدمت في عام 2018 عرضاً مشابهاً استغرق انجازه خمس سنوات ،وعرض المنديل استغرق انجازه سنتين.
عبد الحكيم مرزوق