تحية الصباح .. حمص في البرازيل ..!!

قبل عشر سنوات أقامت جامعة البعث مؤتمراً علمياً تاريخياً بعنوان « حمص في التاريخ » ولعل المحاضرة التي ألقاها الدكتور عدنان يونس بعنوان ( حمصيون في البرازيل ) كانت من أهم المحاضرات وأمتعها . من هنا بدأت أبحث وأتحرى عن حياة الحمامصة في البرازيل .
ففي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين توجه المهاجرون السوريون عامة والحمامصة خاصة إلى المهجر الأمريكي لاسيما البرازيل والسبب الرئيس اقتصادي وثم يأتي العامل السياسي والاجتماعي ، حيث الاستعمار العثماني البغيض   .
وعندما يهاجر عشرة آلاف مواطن من مدينة عدد سكانها ستون الفاً فهذه نسبة كبيرة وهذا حال حمص أوائل القرن العشرين . فعندما زار إمبراطور البرازيل « بيدرو » فلسطين وسورية ولبنان عام 1878 شجع الناس في هذه البلدان للهجرة إلى البرازيل التي تحتاج لأيدي عاملة وفيها ثروات كبيرة .
لقد اشتغل الحمامصة  في التجارة وعملوا ليلاً نهاراً .. بمعنى أن ساعات عملهم كانت ضعف ساعات عمل السكان الأصليين وقد تميز المهاجرون الحمامصة  بتعاونهم ومساعدة بعضهم لبعض ..وقد أرسل المهاجرون الأوائل بطلب ذويهم ليلتحقوا بهم . وهكذا فالجالية الحمصية اليوم في البرازيل والمنحدرون من أصل عربي سوري من مدينة حمص يبلغون أكثر من مئة وخمسين الفاً . وأكثرهم يقيم في مدينتي « ريودي جانيرو » و« ساوباولو» .
ولقد ظهر تعاون الحمامصة  في البرازيل جلياً في تأسيس «النادي الحمصي » عام 1920 وهو ناد ثقافي اجتماعي ورياضي وأسهم في تأسيسه أدباء كبار مثل جبران خليل جبران وسليمان البستاني والمطران أثنا سيوس عطا الله الحمصي .
والنادي الحمصي ، يستعد للاحتفال بعد عام للاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسه . وهو المركز الأهم ، خدماته ليس للحمامصة  فحسب بل ولجميع السوريين والعرب في البرازيل لاسيما وأنه أضحى بناء كبيراً من عدة طوابق وفيه مكتبه ضخمة ومركز صحي ومركز تعليم للغة العربية وقاعات مسرح ومحاضرات ويقع في أرقى أحياء مدينة ساوباولو.
ويقيم المركز الذي يشرف على عمله مجلس إدارة من سبعة أشخاص ، محاضرات وندوات ، لاسيما في المناسبات الوطنية مثل عيد الجلاء في السابع عشر من نيسان والأعياد الوطنية والقومية الأخرى . وقد استضاف المركز عدداً كبيراً من شعراء العرب والشخصيات الوطنية البارزة وقد قدمت وزارة الثقافة السورية للمركز الكثير من المساعدات كالكتب والأفلام وغيرها .
وتقلد رجال ينحدرون من أصل حمصي مناصب رفيعة في البرازيل مثل السفير والوزير أوزمار شحفة والدكتور حلمي نصر عميد جامعة ساوباولو والسيناتور نظمي بيطار إضافة إلى عدد كبير من مشاهير الأطباء والمهندسين والفنانين أمثال الممثلين يونس شامي وجوليا شامي الشهيرين في البرازيل وفي أمريكا اللاتينية وقد تخرجا من الفرقة المسرحية للنادي الحمصي .
وعضوية النادي الحمصي متاحة لكل عربي مقيم في البرازيل إنهم أبناء حمص ..يحملون اسمها عالياً واسم سورية أينما وجدوا …!!
ولا ننسى في هذا المقام ، زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى دول أمريكا الجنوبية ومنها البرازيل ، حيث زار « النادي الحمصي » والتقى أعضاء غرفة التجارة العربية – البرازيلية وقد لاقت الزيارة ترحيباً حاراً من البرازيليين والعرب والمنحدرين من أصل عربي ووزعت يافطة كبيرة في كل المدن البرازيلية تقول « أهلا برئيس جمهوريتنا بشار الأسد»

عيسى اسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار