ترجل فارس الشعر المحامي أحمد ضحية عن صهوته وأغمد السيف بعد طول بريق,وودعت حمص عشية 18/12/2020 الشاعر الفذ والأستاذ المحامي أحمد حسن ضحية وهو من مواليد 27/4/1927.
بدأ حياته العلمية بدراسة اللغة العربية في الجامعة اليسوعية في بيروت وعمل مدرساً, ثم تخرج في جامعة دمشق ( كلية الحقوق) وعمل في المحاماة حتى التقاعد في مدينته حمص كما كان نائباً في البرلمان, له مجموعتان شعريتان مطبوعتان هما :”عمر الورد ” و “الغلائل ” ولديه نتاجات شعرية كثيرة غير مطبوعة تعود جذوره لقرية المشيرفة التابعة لناحية حديدة بعد استقرار جده فيها عقب هجرته من حلب ، لكن والده استقر لفترة طويلة في قرية المسعودية وكان من وجهائها فهو الشيخ الفاضل والشاعر القاضي الذي يرتضي بحكمه المتخاصمون.
ورث الشاعر أحمد حسن ضحية الموهبة الشعرية من والده وأخواله ,عاش في أسرة تجل الشعر وتبدعه رفيقه القلم وأنيسه بيت شعر كتبه ليخمد أوار فكرة في قلبه فهو لم يكتب قط دون مشاعر تدفعه للعوم في خضم الحبر, قصائده موزونة مقفاة فيها حداثة في المعاني والصور, رغم أنه لقب (بشيخ الغزل) إلا أن موضوعات شعره متنوعة في تناولها للجوانب الإنسانية والاجتماعية ,أحب الموسيقا والفنون كافة,لكنه كما كان يصرح دائما لم يكن يعترف بقصيدة النثر على أنها شعراً بل كان يراها نصوصا أدبية وحسب, اختار الحياة بهدوء تام بعيداً عن صخب المنابر والملتقيات الثقافية لكنه واكب تقنيات التواصل الاجتماعي فكان نشيطاً على صفحته في الفيس بوك وأسس ملتقى “شفاء الغليل في الشعر الأصيل ” الافتراضي ووضع مجموعة من القواعد الصارمة للانضمام لهذا الملتقى من قبل الراغبين حيث كان يحرص على الشعر الحق بعيداً عن الهراء والهرطقات …ابتعد عن المنابر بحكم ذائقته الرفيعة للشعر أولاً وبحجة العمر ثانياً رغم أنه ظل محافظاً على جِدَّةِ إبداعه وقد شارك في المركز الثقافي في حمص منذ شهور قليلة رغم سنواته التي تعدت التسعين فهو لم يستطع الابتعاد عن الشعر فظلت القصيدة تلاحقه بأنوثتها حتى آخر نقطة حبر في روحه.
ومن الجدير بالذكر أن الشاعر أحمد ضحية لديه خمسة أولاد معظمهم من الأطباء المشهورين وأمهم هي المربية الفاضلة المرحومة هدى عبد الهادي كانت مديرة ثانوية قتيبة ردحاً من الزمن, رغم أنها تزوجت وهي طالبة صف سابع إلا أن إيمان الشاعر أحمد ضحية بالعلم جعلها تتابع دراستها حتى حصلت على درجة الماجستير.
رحم الله شاعرنا الفذ المحامي أحمد حسن ضحية ولنا فيما تركه من مجموعات شعرية مطبوعة ومخطوطة العزاء على أمل أن ترى تلك المخطوطات النور.
رثاه أصدقاؤه وزملاؤه وتلامذته و رثته الشاعرة ناهد إبراهيم تقول: صليت في محراب شعرك سيدي وجعلت شعري قانتا متنسكا والشعر في لهب القوافي يصطلي ومن المواجع في فؤادي قد شكا طوبى لمن وهب الحياة وفاءه وأعده في كل شأن مسلكا سأظل أحمل ماحييت رسالتي ياليت شعري هل يطيب المتكا .
ميمونة العلي