في حفل توقيع رواية “الحب حتى إشعار آخر”… العلي : تحكي عن سنوات الحرب .. ضاحي : فيها شيء من الرومانسية الموروثة ..
أقيم حفل توقيع رواية الحب حتى إشعار آخر للروائية رويدة تميم بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية وذلك في قاعة الدكتور سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي .
و تحدثت الزميلة ميمونة العلي عن الرواية بقولها : الرواية اجتماعية عاطفية تعالج قصة حب فاشلة تصلح لأن تخلد في رواية مثل كل قصص الحب المتعثرة ,و تحكي عن فترة الحرب وما تركته من جراح جسدية ونفسية ستبقى تنز حتى النهاية , فسيمازا تعاني من فوبيا الفقد فقد فقدت شقيقها الأصغر ذي العشر سنوات تحت أنقاض بيتها ومشهد يدها التي كانت تمسك بيد شقيقها لا يفارق مخيلتها خاصة لمّا قذفت بها بعيداً عنها عندما اكتشفت أن يده مفصولة عن جسده تماماً تحت الركام ,وفوبيا فقد حبيبها الثاني مثلما فقدت حبيبها الأول بسبب تبعات الحرب على الحياة الاجتماعية للناس ,ولاحظت رشاقة التنقل في الحوار بين الشخصيات وبين صوت الراوي الذي يتدخل ليشرح ويفسر مآلات الحدث , وعودة المهجرين حتمية مع العتاب الذي يكون على قدر المحبة تماماً ورأت أن لغة الرواية شاعرية بامتياز تعتمد على المقابلة في الألفاظ والطباق ولغة الشخصيات متناسبة مع العمل الذي تقوم به, فسيمازا المحامية تقول :نسمح لهم بالحكم علينا بالذكريات الشاقة لفترة أطول”.
وكذلك لغة شخصية كرم الشاعر الذي كان يرسل لها القصائد الملغومة بالعشق ولغة أمها وأم كرم التي بدت متناسبة مع المستوى العلمي لهما , ونوهت باحتساب استخدام الكاتبة مصطلحات الحرب بقالب ساخر جميل جداً ,كأن توصِّف طلب كرم لحبها بالقول “أيحق لي الهجرة إلى قلبكِ وطلب اللجوء الدائم” , وتحدثت عن بعض الهنات في الرواية وقالت: الهنات لا تفسد للجمال قضية موضحة أن الكاتبة تصدت لتقول رأيها فيما يجري من تبعات للحرب والأحداث السياسية على لسان رواية حب لتغوينا بمتابعة القراءة حتى آخر نقطة حبر من دمها وفي هذا دليل على إمساكها بخيوط الشخصيات وما تؤول إليه الأحداث كما لو أنها ليست التجربة الروائية الأولى وكأنها متمرسة في الكتابة منذ زمن بعيد, وهي رواية جديرة بقلوبنا وليس فقط برفوف مكتبتنا فهنيئاً لها منتجها الأول وكلنا أمل بأن تستمر في لعبة الحب والحبر والحرب حتى إشعار آخر ,خاصة وأنها تعد لروايتها الثانية .
وتحدث الناقد نزيه ضاحي بقوله أن في الرواية شيء من الرومانسية الموروثة، وبحث عن قطرة ماء في مواسم الجفاف، وارتياد لحقول القمح في صحراء الحياة للوصول إلى أرض جديدة تزودنا بأبجدية جديدة عن الحب. ووفق المعطيات المتوافرة في هذه الرواية رأى ( حسب قوله )
يمكن تصنيف الرواية (نقديا ً ) برواية ( الحقبة ) أو المرحلة التي تهتم برصد ملامح التطور الاجتماعي سلبا ً أو إيجابا ً في فترة زمنية محددة (2011-2020). ورأى ضاحي أن تقويم العمل الروائي يتم بعظمة موضوعه ، وبقدرته على إثارة العاطفة ، فإذا كان موضوع الرواية تافها ً فلن تكون رواية هامة مهما أسبغ المؤلف عليها من فن ، أما الرواية العظيمة فيجب أن تحتوي موضوعا ً عظيما ، وتهدف إلى مقصد سام حتى تكون رواية تستحق القراءة ، والأفكار التي ومضت بين غيوم الأحداث هي التطهر بشمس الوطن والتغني بترابه ، و إشهار شعلة الأمل في وجه ظلام القنوط واليأس، و إدانة الإرهاب .
وأشار إلى أن تفاصيل المؤامرة الإرهابية التي تعرض لها بلدنا منذ عشر سنوات ولغاية الآن ألقت بظلالها على بعض مفاصل الرواية بشكل موضوعي ،والحوار جاء خادما ً لسير الأحداث وتصوير الأشخاص وعلاقتهم مع بعضهم وكان طبيعياً راقياً ملائماً للمواقف ، وسهلاً ممتنعاً وحيوياً وممتعاً و أسلوب الكاتبة تماوج بين استخدام العبارات العامية ص 21-25 وشعرنة بعض مقاطع الرواية ص 22 ، فإذا كان الجمال في البساطة فمضمون هذه الرواية بسيط جميل مارست فيه المؤلفة العملية السردية بمستوى رفيع من الإتقان تلتحم فيه التقنية بالحكاية ، والبعد الخيالي بالتأمل الواقعي ، فكانت بكاء ًعلى كتف القارئ وتربيتا ً على ظهره لتهدئة هواجسه ، وبث روح الطمأنينة في نفسه.
وأشار إلى أن بعض أفكار الرواية جنحت نحو الوعظ والإرشاد وهو أسلوب بات ممجوجاً ومرفوضاً بعدما استعيض عنه بالاقتداء الحسن ،والعاطفة في الرواية قافلة صدق وروعة وسحر وجمال تحدوها موسيقا جنائزية تبتعد عن التكلف والزخرف الزائد ، وتنسجم مع الزفرات المتصاعدة من قلب محروق، إنها كتاب هام للأدب الشبابي الجديد يكتسح بذكاء قوانين الرواية الكلاسيكية ، ويؤسس لذائقة أصيلة جديدة .
وختم بالقول : هذه الرواية تفيض بالحيوية والإشراق والتدفق والإمتاع من خلال الصور الجديدة المبتكرة ، والمعالجة الناضجة للظواهر الاجتماعية والتحرر من العبودية الفكرية لأن الريح القوية تطفئ الشموع ، ولكنها تؤجج النار وقد جاءت بعض ألفاظ الرواية قريبة من اللغة الدارجة ولكنها رفيعة المستوى.
كما تحدث الروائي عبد الغني ملوك عن بعض التفاصيل في كتابة الرواية والسر الذي يكمن في الرواية الناجحة والمؤثرة وهو مدى الإدهاش الذي تحدثه في نفس القارئ ، كما أشار إلى أن رواية الحب حتى إشعار آخر تعرضت للفقر في المجتمع ، ورأى أن الرواية لا تغير شيئا في الواقع لكنها تحدث وعيا جديداً في نفس القارئ ، ولكل رواية أسلوب وقد نجد الراوي متواجدا بين الكواليس ويظهر بشكل مباشر للقارئ.
كما تحدثت الكاتبة رويدة تميم عن الحلم الذي كان يراودها منذ الصغر وهو يتحقق بهذا الانجاز الذي حققته شاكرة جميع من وقف معها لإنجاز هذا الحلم ، ثم قرأت بعض المقاطع التي وجدتها مفصلية في الرواية ، واختتم اللقاء بتوقيع الكاتبة لرويتها للجمهور الذي حضر وقائع حفل التوقيع .
العروبة – عبد الحكيم مرزوق