الكتاب الذي بين أيدينا يحمل عنوانا لافتا هو (أتقن فن الترجمة – طرائق الترجمة الصحيحة في اللغة الانكليزية ) لمؤلفه المترجم حسين تقي سنبلي من حمص . هذا المترجم الذي يعمل بصمت ، وقد أصدر حتى الآن أكثر من سبعين كتاباً مترجماً من اللغة الانكليزية إلى اللغة العربية ، في مجالات متنوعة :
الرواية والشعر والمسرح والقصة والبحوث والنقد الأدبي وهذا الكتاب يتحدث عن تجربته في الترجمة بصفتها علماً يحتاج إلى إتقان اللغتين التي يترجم منها والتي يترجم إليها . والترجمة فن عريق يتجلى في الأسلوب الجميل للنص ، بعباراته وكلماته.
في الفصل الأول يتحدث المترجم سنبلي عن تاريخ الترجمة العربية التي تعود إلى أوائل العصر الأموي غير أنها تطورت وازدهرت في العصر العباسي ، حيث أجزل الخلفاء العطاء للمترجمين حتى وصل الأمر بهم إلى إعطاء الذهب للمترجم بما يعادل وزن كتابه .
وعن مهمة المترجم يرى حسين تقي سنبلي أنها تتطلب معرفة دقيقة باللغتين العربية والأجنبية ، وهي فن لأن على المترجم أن يختار طرق التحويل من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية ، وعليه أن ينفذ إلى روح الكاتب دون أن يغفل أي معنى أو ظل لمعنى ورد في النص الأجنبي . والمهمة الثانية أن يكون أعلم الناس باللغة المنقول منها والمنقول إليها .
وعن أنواع الترجمة نقرأ عن الترجمة التحريرية و الترجمة الفورية .
ويأتي المترجم سنبلي بأمثلة عديدة لنصوص مترجمة ويبين ما فيها من الخطأ ويبين الصواب .
وعن صعوبات الترجمة من اللغة الانكليزية لاسيما ترجمة النصوص الأدبية فيتحدث عن النص التعبيري والنص الإعلامي والنص الندائي
كما يتحدث عن الترجمة الحرفية والترجمة الحرة وترجمة العناوين وترجمة المصطلحات وعن المقاطع في بدايات الكلمة وعلاقتها بالمعنى وهي السوابق واللواحق . ويفرد فصلاً خاصاً لترجمة الأمثال وهي تقديم مثل مواز له من اللغة التي يترجم إليها .
وعن ترجمة المختصرات ومعرفة ماذا تعني و ثمة فصل هام عن الترجمة الأدبية أي ترجمة الرواية و المسرح و الشعر و النقد الأدبي من الانكليزية إلى العربية و علاقة علامات الترقيم بالجملة
و عن الترجمة العلمية يقول على المترجم أن يكون مختصاً بالمادة العلمية التي يترجمها من الانكليزية إلى العربية و يعرف المصطلحات و الرموز العلمية و هذه الترجمة هي الأكثر احتياجا للدقة والأمانة
و يستعرض حسين تقي سنبلي أسما ء لمشاهير المترجمين أمثال ابن المقفع و حنين ابن إسحاق و أحمد حسن الزيات و رمضان بسطاويسي محمد و منير بعلبكي و سهيل إدريس و عمر فروخ و سليمان البستاني.
و نقرأ نماذج مختارة لترجمات لعدد من المترجمين من اللغة الانكليزية إلى العربية أمثال خالد حداد الذي ترجم ” عصبة للرقي ” للكاتب جوزيف كونراد و منير بعلبكي الذي ترجم الشيخ و البحر لأرنست همنغواي و المشاطي الذي ترجم أنطونيو و كليوبترا ” لشكسبير ” و أنور الحناوي في ترجمته لـ ” مرتفعات و ذرينغ ” إميلي برونتي.
و هكذا فالكتاب ” فن الترجمة – طرائق الترجمة الصحيحة في اللغة الانكليزية ” مرجع هام لكل من يهتم بالترجمة أو يترجم من الانكليزية إلى العربية
و قد صدر للمترجم سنبلي في الأشهر الماضية عدة كتب نذكر منها ترجمته لكتاب ” الأمير ” لميكافيلي و ” حقائق الحب ” لروبرتالي إضافة إلى ترجمة متميزة لرواية ” بائعة الخبز ” لدومونتبان .
عيسى إسماعيل