شارع الحضارة .. من الشوارع الحيوية والتجارية … الغلاء الفاحش أضعف القدرة الشرائية رغم الحسومات … اختلاف الأسعار من محل لآخر
يعد شارع الحضارة أحد أهم شوارع حمص التجارية ،وهو شارع حيــوي يتوسـط الأحياء بمحال واسعة اصطفت على جانبيه وتحول إلى سوق كبير يوجد فيه تشكيلة واسعة من الإكسسوارات والعطورات و الملابس والأحذية و النظارات، وغيرها من البضائع ، ولهذا الشارع خصوصية حيث يشهد ازدحاما شديدا وإقبالا ملحوظا من قبل المواطنين ويقصدونه للتسوق وللاستمتاع بقضاء أوقات جميلة بصحبة الأصدقاء والتجوال فيه , و تحول هذا الشارع لمنطقة تجارية مزدحمة بالمحلات والمكاتب وشركات شحن البضائع وغيرها.
و أثناء تجوالنا في شارع الحضارة التقينا بعض المواطنين و أصحاب المحال التجارية و سألناهم عن حركة البيع و الشراء .. فاختلفت آراء بعض أصحاب المحال ، فمنهم من وصفها بالمقبولة ، فيما اشتكى البعض من قلة الإقبال على الشراء ومن ركود حركة البيع لصعوبة الأوضاع المعيشية، رغم ارتياد الكثيرين للشارع إلا أن معظمهم اكتفى بالفرجة والنظر إلى الأسعار التي فاقت مخيلتهم …
أما عن ظاهرة الازدحام والأعداد الكبيرة من المواطنين التي يشهدها هذا الشارع وخاصة في أوقات الظهيرة و المساء فتعتبر من باب الترويح عن النفس وليس للتسوق وخاصة فئة الشباب الذين يأتون للتجوال والسير فيه حتى ولو لم يكونوا يريدون شراء أي شيء…
الأسعار خيالية
أكد معظم المواطنين الذين التقيناهم أن الأسعار خيالية و رغم كل التخفيضات والعروض التشجيعية التي يشاهدونها على واجهات المحال ليس بمقدورهم الاقتراب من تلك الواجهات ، وباعتقادهم أنها مجر د عروض وهمية ، وأنهم لم يشعروا بالرقابة الجادة على الأسواق والتدخل لتخفيض الأسعار بما يتناسب مع دخل المواطن المحدود .
من متعة إلى عبء
السيدة إيمان الراعي التقيناها وهي تتجول وتنظر إلى واجهات المحال التي تعرض الألبسة الولادية لتشتري لأبنائها الثلاثة قالت : الأسعار صادمة ونحتاج لضعف راتبنا الشهري حتى نستطيع أن نشتري قطعة شتوية أو اثنتين في ظل الظروف المعيشية الصعبة فسعر بنطال الجينز يتراوح ما بين 15-30 ألف ليرة، و الجاكيت 35 ألف ليرة واستطردت قائلة : حتى محال الأحياء الشعبية أسعارها كاوية حيث بلغت أسعار القمصان الشتوية وكنزات الصوف ما بين 10000-15000 ليرة، و البيجامات الشتوية تراوح سعرها ما بين 12000 – 20 ألف ليرة أما أسعار الأحذية فهي خيالية ، فالحذاء النسائي يبدأ من سعر 12 ألف ويصل إلى 35 ألف ليرة..
أسعارها محسومة
السيدة سلوى شقيف تصطحب طفلتها وعمرها خمس سنوات للتسوق قالت: إن الأسعار في المحال الموجودة في شارع الحضارة مرتفعة جداً قياساً إلى الأسعار في الأسواق الأخرى وهنا لا يمكن المفاصلة مع صاحب المحل على السعر، فالأسعار محسومة ، والمعروضات أغلبها “موديل” من العام الماضي وربما تكون مكدسة في المخازن، لكنها بأسعار جديدة وأغلى من المعتاد ، وهي صناعة وطنية وغير مستوردة، فلماذا هذا السعير في الأسعار ؟!! والعائلة التي لديها أكثر من طفل كيف ستستطيع تأمين اللباس لهم ، منوهة بأنها تقصد شارع الحضارة للتسلية وليس للتسوق .
عماد سلهب قال : كان المواطن يبحث عن جودة المنتج أما الآن فيبحث عن السعر أولا، وكان يبحث عن الجديد أما الآن فيبحث عن الرخيص حتى انه استغنى عن شراء الكثير من الأشياء المُكلفة نسبيا وذلك بسبب ارتفاع أسعارها سواء ما يتعلق بالطعام والملبس وغيرها مع الاقتصار على الضروريات، وأضاف نتمنى أن تكون المحاسبة شديدة لمن يتلاعبون بالأسعار ويتحكمون بلقمة عيش المواطن التي أصبح تأمينها بشق الأنفس ..
سامر شهلة قال : هناك تفاوت واضح بالأسعار بين المحال وخاصة أصحاب البقاليات الصغيرة ومن وقت لآخر نجدهم يضعون تسعيرات جديدة وخاصة للمواد التموينية الضرورية للمواطن ، وحتى الوجبات والمشروبات المقدمة في الكافتريات الموجودة في هذا الشارع باتت مكلفة وتشكل عبئا كبيرا وخاصة على طلاب الجامعات ..
مع أصحاب المحال
أحد أصحاب محال بيع ألبسة الأطفال قال : حركة التسوق مقبولة ولكن معظم المتسوقين يكتفون بالفرجة دون شراء، وهو ما جعل بعض المحال تعلن عن تخفيضات كبيرة لتشجيع المواطنين على الشراء ، وأضاف : الزبائن يتهموننا برفع الأسعار إلا أننا نحن محكمون بالأوضاع ومضطرون لرفع أسعار البضائع حفاظاً على رأس المال وإلا نكون خاسرين و أصبحنا نكتفي بشراء قطع محدودة من البضائع وعرضها في المحال.
صاحب محل ألبسة قال :إن الوضع الاقتصادي بات صعبا للغاية مشيرا إلى أن أجور فتح المحل يوميا من رسوم إيجار وراتب عامل وفواتير الكهرباء والمياه ورخصة مهن وضرائب وغيرها مرتفعة وهامش الربح أصبح لايفي بالغرض، وأضاف : في بعض الأيام لا يدخل محله أي شخص جراء ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن .
عصام يبيع على بسطة في الشارع المذكور أشار إلى انه غير قادر على استئجار محل لارتفاع أسعار الإيجارات (فأسعار الإيجارات في الحضارة تتراوح مابين 300 ألف و800 ألف وأحيانا تصل للمليون) وان المحال التي خصصت للبيع غالية ولا تتناسب مع وضعه المادي الضعيف.
و عند سؤالنا لأحد أصحاب محال الحلويات و السكاكر عن سبب ارتفاع الأسعار قال : ارتفاع أسعار الحلويات و السكاكر يعود لارتفاع سعر كيلو السكر إضافة لزيادة الطلب على هذه المواد وصعوبة الظروف الاقتصادية الراهنة كان لها الأثر الكبير في ارتفاع الأسعار .
شملها الغلاء
أوضح نبيل صاحب محل ألبسة مستعملة”بالة” قائلا : إن ألبسة البالة لم تسلم من ارتفاع الأسعار وزاد سعر القطعة أكثر من الضعف ، ومازالت تلقى إقبالا من المواطنين لأنها تلبي حاجتهم وتناسب جميع الأذواق وتراعي أوضاعهم إلى حد ما .
وعن الخدمات المقدمة لأصحاب المحال الموجودين في هذا الشارع من قبل مجلس مدينة حمص لتسهيل عملهم وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية أشار المهندس حيدر النقري رئيس دائرة الأشغال في المجلس إلى أن الشارع مخدم بشكل جيد من شبكتي المياه والصرف صحي والإنارة والكهرباء .
.رسمي السباعي مدير المعلوماتية بمجلس المدينة ومدير مديرية جمالية المدينة قال : قامت مديرية جمالية المدينة بإزالة كافة اللوحات الإعلانية المخالفة أصولا عن أعمدة الإنارة في هذا الشارع ، وفيما يخص الخدمات المقدمة للمواطنين من وثائق تخص الشؤون المدنية ولا حكم عليه وسجل العاملين بالدولة وجبايات كهرباء ومياه وهاتف وتوثيق عقود إيجار وخدمات مصرف عقاري وتجاري أشار إلى انه يتم تخديمهم عن طريق مركزي عكرمة والعدوية لخدمة المواطن ..
هيا العلي – بشرى عنقة