تحية الصباح .. طلابنا إلى أين ..؟

ثمة غصة ومرارة وحزن ينتابنا حين نرى البعض من فلذات أكبادنا وطلابنا وهم تائهون ضائعون في سن مراهقة صعبة تحتاج منا جميعاً اليقظة والانتباه والاهتمام ليكونوا زهرات جميلة في بدء تفتحها تعبق حباً وجمالاً وعطراً وعطاء للوطن . طلابنا وأبناؤنا أمانة في أعناقنا جميعاً آباء وأمهات ومربين ومهتمين ، والواجب يتطلب منّا أن نحتضنهم ونغمرهم بالحب والعطف والحنان ،هم مستقبل الوطن وحماته وبناته يساهمون في بنائه وإعماره والتضحية من أجله ورقيه وعلو شأنه في ظروف صعبة يمر بها قطرنا مما يعانيه من إرهاب وظلام.. وحرب قذرة تستهدف وجوده .. حرب ذقنا لوعتها ورعبها جميعاً لسنوات طوال ولم تنته بعد .. نحن أحوج ما نكون إلى أولئك الشباب الذين يشكلون سور الوطن ودرعه المتين في وجه مؤامرات ومخططات الأعداء للنيل من وطننا الصامد .. نحن بحاجة لعلمهم وتفوقهم وإبداعهم .. وهم بحاجة للتحصين الثقافي ولثقافة التنوير التي هي ضرورة وطنية وقومية . وهل هناك أجمل وأغلى وأرقى من جيل شباب متعلم مثقف يساهم في بناء مداميك الوطن وتطوره .. وسموّه … ما يزعجني ويزعج الآخرين والمارين أن نرى عدداً لا يستهان به من طلابنا أمام أبواب مدارسهم وعلى أرصفة قريبة منها وهم واقفون وجالسون يتهادون السجائر .. ويدخنون .. ويعبثون بجوالاتهم الحديثة الثمينة .. يضيعون أوقاتهم سدى ولا يأبهون لأحد، يقلدون الآخرين من آباء وأمهات ورجال ونساء وكأنهم يشعرون بأنهم أصبحوا رجالاً ولهم الحق بكل تصرفاتهم.. هكذا يفكرون ويعتبرون السيجارة والجوال جزءاً من متممات شخصيتهم .. وهم مازالوا مراهقين . وبهذا السلوك الخاطئ يلفتون نظر المارة إليهم وبين أصابعهم سيجارتهم العطشى التي ينتظرونها .. إنها ظواهر سيئة غير محمودة تتكرر يومياً أمام أبواب أكثر مدارسنا الإعدادية والثانوية وحتى المشهود لها بالنظام والتفوق عند انصرافهم وأمام نظر الموجهين والمدرسين .. ولكن ماذا يفعل أولئك وهم غير قادرين على زجرهم وتأنيبهم وإرشادهم ونصحهم حتى داخل صفوفهم في المدرسة خوفاً من عقوبة مسلكية تطالهم بقصد الإساءة والتأنيب لهم . رحم الله أيام زمان وسقياً لها .. كيف كان الطالب يهرب من المعلم خوفاً من أن يراه ليعاقب في اليوم التالي .. والآن تغيرت الصورة، أصبح المعلم والمدرس يتوراى عن نظر الطلاب ويحث الخطا خوفاً وتهرباً من كلمات وتعليقات طلابه التي تزعجه وتسيىء لشخصه .. هذا ما لمسه بعض زملائنا في التربية .. وما لاقوه وما تحدثوا عنه بكل صراحة .
أبناؤنا ثروة الوطن وأملنا .. ووعدنا الأخضر ومستقبلنا الزاهر .. إن أحسنت تربيتهم علا وسما .. وتقدّم .. وإن أسيئت تراجع .. وتخلف وتقهقر وهنا تكمن الخطورة .. لنغمر أبناءنا وطلابنا بالعطف والمحبة والحنان .. بالابتسامة والنصح بلطف لنكسب ودهم وبالكلمة الطيبة الحلوة التي هي سعادة وحياة .. لنراقبهم .. ولنبعدهم عن رفقة السوء فلهم تأثير سلبي كبير بانحرافهم .. وعصيانهم وتمردهم وتحية لكل مرب يقود أبناءه نحو الخير في سلوك وطني صحيح لنضمن لهم وللوطن الحياة الهانئة والأمان والاطمئنان .. ليعرف كل منهم أن له دوراً هاماً في البناء والإعمار وليعرف أن الوطن بانتظار علمه وعمله.. تحية لكم طلابنا الأحبة وعدنا وفرحنا .. في بيوتكم وفي مدارسكم وخارجها وأنتم القدوة في بداية طريق طويلة صعبة وكلنا أمل أن يكون لكلماتنا وقعها .. وتأثيرها في النفوس … وما أغلاكم أكبادنا .

برهان الشليل

المزيد...
آخر الأخبار