نقطة على السطر… فوضوية مطلقة …

كنت دائما أنتقد الأجيال الماضية وأتهمهم باللاموضوعية في طريقة تعاملهم و تقييمهم للنشء الحالي و أتمنى دوماً أن تحتوي تلك الأجيال هؤلاء الشباب الصغار الذين جاؤوا في عصر صعب و شائك نتيجة زحمة الحياة و الركض و السعي في زمن محموم بكيفية تأمين رغيف الخبز ..

كنت متحيزة للأجيال الحالية تحيزاً كاملاً آملة  أن يثبتوا خطأ النظرة إليهم و يزيحوا عن كاهلهم تقييما ظالماً بحقهم و يثبتوا فشل نظرية الكبار فآمنت يوماً بأن الكبار في واد و الجيل في واد آخر إلى أن انهارت حوائط الزمان و اتسعت الرؤية و شهدت بأم العين تصرفات بعض الشباب خاصة منذ  بداية الحرب الكونية وآثارها السلبية  حيث انفلت البعض على واقعهم في المدارس وفي البيوت ويتمادون في عدم احترامهم لمدرسيهم… هؤلاء الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة ليصلوا إلى مدارسهم ومع ذلك كانوا يتهيبون من الغياب و يحسبون له ألف حساب ليواجهوا بعض طلابهم اليوم و هم في قمة الإهمال للدرس بل و يضيعون الفرص على زملائهم المهتمين  في الصف ليلتفتوا إلى المشاغبة و السخرية من المدرّس الذي يحاول بكل جهده إدخال المعلومات إلى أذهان طلابه فلا من مجيب بل يقهقهون و يتلفظون بألفاظ نابية كل ذلك في مواقف سخيفة حتى كاد المدرس يخاف أن يتعرض  للضرب من أحد طلابه إذا قسا عليهم ببعض التوبيخات  ليلتفتوا للدرس فأيقنت  اليوم ببراءة المتحاملين على الجيل الجديد و من النقد الموجه لهم في ظل تراجع واقع  التعليم في المدارس..

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار