من يا ترى يرتلُ الروح ..؟؟ ويمنحُ صباحَ الهندباء إكسير حياة غير الأنثى .. تأتي لتقرأها فتقرؤك .تسألها عن حنين الجهات فتجيبكَ عن عصافيرِ الكلمةِ تطلبُ منها غابةً للصمتِ فتعطيكَ أفقاً للندى زوادتُها حلماً للقطا ومرايا للريح وهدفها الإصغاﺀ لخطى الحبِ والوطنِ وهو يضجّ في قلبها كزيزفونٍ صامدٍ .. هي وحدُها ترقدُ على حوافِ القصيدة وتعبرُ الحبرَ من زنزانةِ الحياةِ التي لم تعدْ تتسع لصمتها ..!!. أنثى المراحل …والاختلاف أنثى التحدي والنضج والزمن الذي حملته وما زالت على عاتقِ القلب . .هناك أنثى كبرت ولمْ يغازلها القمر … كبرتْ ولم تهربْ من درب الأعمار وتختبئ خلف حبيبها أنثى أتعبها المدى بما تحملُ من حبٍ وياسمينٍ وعطرٍ ظلّ مسجوناً في قلبٍ لم يعد يتقنُ حتى التحية … أنثى شاختْ من اللاحب وماتت دقاتُ قلبها وبقي النبضُ يعلنُ الوجودَ بلا وجود … أنثى أخرى هناك تهزّ سريرَ طفلٍ وهي ترمقُ المدى البعيد … من ستكون ..تتساءل ؟؟ وكيف سأحميك من طاحونةِ الرعب في الخارج … وكيف ستقفُ بأصابعٍ من عنبٍ تشيرُ بسبابتكَ لهذا العالم أن يمسحَ غباره ….؟ أنثى … تعبرُ الليلَ وتنتظرُ زوجاً أغلق خلفه ثلاثون قبلة في سردابِ الروح ورحلَ إلى الغياب … كيفَ تتراكمُ الدموعَ في مقلتيها وهي تتذكر حقلها المتوهج بلا قمر ونجمة … لا لن يعود سلّمت أمرها لله وأولادها الثلاثة لمن تسلمهم … صارتْ الأم والأب …كبرتْ فجأة ونسيتْ وجهَها في المرآة وهي تتحامل على سقوطِ الروح حتى تضفرَ جديلةَ الصباح وتفرشَ بيتها برائحةِ رغيفٍ وقبلةْ .
أنثى ودّعت فلذةَ كبدها ووحيدها ليسافر بعيداَ عن البلادِ …… تركتهُ يرحلُ إلى الحياةِ كما تعتقد وأغلقتْ صوتَ أحلامها بأن تزفهُ للحبِّ وتهدهدُ أطفالهُ بيديها وتلعبُ معهم وهم يلونونَ حياتَها بالضفافِ .. أنثى … وضعوها في زنزانةِ جسدها وعندما خرجتْ دخلتْ زنزانةَ الشتاء لوطنِ يحلمُ بها وهي تتفقدُ أوجاعهُ .
عفاف الخليل…