تكاد لا تخلو بقعة في سورية من المعالم والأوابد الأثرية والتاريخية التي تؤكد على عراقة هذا البلد الذي تمتد جذوره التاريخية لحقب زمنية موغلة في القدم مبرهنة بكل وضوح أن منطقتنا تعد الموئل الأول للحضارات العريقة وهذا موضع فخر واعتزاز لكل ناطق بالضاد ، لكن للأسف الشديد أن العديد من هذه الأوابد ما زال مدفوناً تحت التراب بانتظار من ينقب عنه ويحييه من جديد وفي نفس الوقت هناك العديد من المواقع تعاني الإهمال وعدم الاهتمام بها بالشكل المطلوب فغدت تتنفس الصعداء من هول ما لحق بها من تخريب وعدم مبالاة وعرضة للعبث والسرقة والنهب .
إن ما يحز بالنفس عدم إدراك القيمة التاريخية والمادية لهذه المعالم التي تشكل مورداً هاماً من الموارد الاقتصادية في حال استثمرت بالشكل الصحيح فتحقق ريعاً ودخلاً مالياً كبيراً لخزينة الدولة ، فهناك العديد من الدول في العالم اعتمادها الأساسي في مواردها الاقتصادية على معالمها الأثرية والتاريخية التي تشكل عامل جذب سياحي هام يدعم مواردها المالية .
إن الواقع الذي آلت إليه معالمنا الحضارية يبكي الناظر والباحث ويبعث في النفس الخوف على كنز ثمين بدأ يضيع رويداً رويداً من بين أيدينا ونحن نقف متفرجين حياله لا حول ولا قوة لنا !!
الحفاظ على تراثنا أمانة في أعناقنا يتطلب وقفة متأنية ووجود معنيين يتمتعون بحس عال بالمسؤولية ليحافظوا على إرث أجدادنا وهويتنا الحضارية ويستثمروها أعظم استثمار وما زالت الفرصة متاحة أمامهم حتى الآن إن توفرت لديهم الإرادة القوية والعمل الجاد ، فمسافة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى .
محمود الشاعر