الحكمة تقول ” لاتصدق كل ما تسمع ..أو صدق نصف ماترى ” لأن مانراه في الظاهر لا يعبر عن الباطن ، حكمة علمتنا أن نحتكم إلى أنفسنا وخبراتنا في تقييم أعمال وتصرفات الآخرين الذين يعيشون بيننا .
علمتنا الحياة ألا ننساق وراء آراء وشهادات مسموعة ومنقولة على ألسنة مصابة بالعطب والحسد نجدها في كل المجالس والمستويات الاجتماعية والثقافية ، بين الجيران وزملاء العمل ،أو من خلال تصريحات الجهات المعنية وذلك عندما نجد تناقضاً في مستوى النجاح والوصول في غمرة وجود منافسات على منصب أو في الحصول على مكسب ما ..
لذلك بتّ أؤمن بمثل آخر يقول ” انظر قبل أن تقفز”
لأنني أكره أن أمارس دور البلهاء والخرساء وامضي سنوات عمري وأنا أسير كمن أصابه العمى فلا أدرك سوى هوامش الحياة ..بتّ أكره أن أغض الطرف عما يدور حولي لأجد لهم التبرير والتفسير.
فالحياة مشاركة فيها انعطافات وأحداث وحوادث تجعلني أغوص في مياهها العميقة وأن أكره البساطة التي تزيدني فزعاً وخوفاً من تصديق كل ما يقال .. تعلمت أن أنظر في وجوه من حولي ، وأتمعن في دلالات الأبواب المفتوحة على النميمة وتفسير المواقف تفسيرات مغلوطة تناسب نفسية قائلها المريضة وصنوف طباعه ونوع الحياة التي يعيشها ولغة تعابيره ، أتمعن في الوجوه كافة هل هي أصيلة أم طليت بطلاء خاص ؟.هل هذا الطلاء قديم أم تجدد بتجدد الحياة وتشعبها ؟ إنها حالة وعي جديد بالحالات الاجتماعية المعاصرة ومزاجيتها وكشف مايدور خلفها من مستور..
عناوين عريضة يستعرضها البعض ويخبئون تفاصيلها خلف كواليس محصنة ، ويرسمون لمن حولهم صوراً كاذبة مليئة بالأوهام معتقدين أن الآخرين ينامون في سبات عميق ، لذلك يسعون لمد جسور يعبرون من خلاله إلى مصالحهم الخاصة ومكتسباتهم الآنية .
عفاف حلاس