ألا تشعر بأنك تستطيع الخروج من همومك في لحظة ما ؟! إذ تحدثنا كثيراً عن الجشع والطمع لدى العديد من الفئات الاجتماعية ، لكننا في مشهد مقابل نشهد وجود بعض آخر يملك ما يملكه من نبل أخلاق وطيبة ، إذ رأيت بأم العين طبيباً يداوي مريضاً من ذوي الاحتياجات الخاصة مجاناً دون مقابل ومن ثم إعطائه الدواء على نفقته الخاصة بعد أن علم بحاجة أهله وعوزهم ، طبيب آخر وضع لافتة على باب عيادته يداوي ذوي الشهداء وجرحى الحرب بتسعيرة زهيدة.. رأيت عائلات لاتملك قوت يومها ومع ذلك تدعوك إلى الطعام وتقول لك ” خير الله كثير ” تمر بفلاحين يجنون ثمار حقلهم ويدعونك لتناول بعضها ويقولون ” كلوا من خير أرضنا المعطاء ” ، نماذج كثيرة للبساطة والعفوية تجعلك تعيد النظر بأشياء كثيرة أتعبتك ، تعود إلى ذاتك مشتاقاً بعد طول هجر ، فكل الأشياء العظيمة في الحياة تظهر أمام ناظريك في لحظة لتغير نمط تفكيرك وتريح نفسيتك للارتقاء بها إلى نحو سليم ..
إذ مهما ادلهم الليل وتكالبت عليك قوى الهم والغم ، المهم ألا تفقد قدرتك على الأمل ومواصلة العمل للوصول إلى ماتريد .
والأهم أن تقتنع أن غداً سيشرق نهار جديد يطل عليك بمفاجآت جميلة تستطيع بعدها إعادة ترتيب حياتك ، لتنتقل من عالم صعب إلى عالم آخر أكثر ليونة وأقل قساوة، فالحياة لا تخلو من الحلو والقبيح ، ولا تنتفي فيها أسباب السعادة ، ففي الأفق لحظات تنقشع فيها الهموم ، ولك في أوراق الشجر مثلاً يضرب ، إذ تتساقط وتصفرّ في وقت ما وتتعرى الأغصان في أيام خريفية باردة ، تنتظر ربيعاً يعيد للشجرة جمالها وللأغصان خضرتها وللطبيعة ألقها .
فها هو مطر كانون أعاد نفوسنا من يأسها وأطفأ حرائقها وبشرنا بمواسم خير وافرة يمكن أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من أحوال تردت وآمال انهارت فلا يأس مع الحياة .
هي أفكار شاردة في خاطري وددت اليوم أن ادفع بها إلى شفتي ومن ثم أردت أن أخطها سطوراً مكتوبة ,
عفاف حلاس