قبل الاحتفالات بكل أشكالها ومناسباتها ، والأقنعة والزركشات, قبل كل ما سبق وما قد يلي لاحقا, هل سألنا أنفسنا يوما بل في كل لحظة من لحظات حياتنا ، من يستحق كل المحبة والحب, هي وبكل تواضع للوالدين فهما سبب وجودنا بدنيانا ورضاهم كاف لنعيش بسعادة بلا حدود ، ولا ننسى يوما أننا لو أكرمناهم بشبابنا لابد أن يعود علينا كل الخير رغم كل المتاعب عندما نصبح آباء و أمهات بحياتنا “وبالوالدين إحسانا”.. وأيضا لابد أن نبادل الأخوة كل محبة واهتمام ورعاية والسؤال عنهم.
إننا بعالمنا الحالي … بتنا كمن يصارع جاهدا فقط من أجل البقاء… حياتنا صعبة ، لكن تلهينا عن أقرب الناس إلينا و نسينا بالمقابل حقوق الأخوة ولو عن غير قصد… حقوقهم علينا… والسؤال الذي يتبادر للأذهان كيف يمكننا تعزيز علاقة أولادنا ببعضهم ونحن لا نبدي ولو جزءا يسيرا من عواطف حقيقية متبادلة ومحبة أخوية لا متناهية لهم لن أنسى أبدا القول المأثور: رب أخ لك لم تلده أمك..وهذا غيض من فيض لكل الاحترام والاعتراف بالجميل والفضل لكل معلم أو مربي لكل إنسان حاول جاهدا توجيهنا لطريق الصواب وطريق العلم والنور.. فثقافة الحياة ودروسها أهم بل أنبل من كل الشهادات العلمية التي حصلنا عليها. وهذا طريق للصداقة بلا مصالح دنيوية مادية باهتة.. وأقنعة نفاق نشتكي ونعاني منها معاناة سرمدية ليس لها حدود الصداقة الحقيقية… أسمى معاني المحبة.. والصديق الصدوق الوفي.. النقي… هو نور للقلب والعقل وللضمير الحي بهذه الحياة الصعبة.
للأسف الشديد هناك من يتقن فن اللعب على حبال التلاعب بأوتار قلوب نقية.. طيبة ليوهمها… أنه صديق.. بيد أن حبل الكذب… قصير جدا.. ولابد أن يتعاون القدر.. وصديقه الزمن… ليسقط كل الأقنعة…… لابد يوما ما أن تعيد لنا دنيانا حقوقا.. ضاعت بفساد النفوس … حروفا تشبه سواد كل تلك القلوب… وكل المطامع والمصالح المادية التي لن تدوم.. كالصحة التي نصارع كلنا بدنيانا لنجمع المال وننساها.. و الصحة تاج على رؤوسنا…. لا نراه إلا عند المرض.. وبعد فوات الأوان… عندها لن ينفع مال ولا جاه كلها ستبقى ثمنا باهظا لمطامع وأنانية بل لغرور بات كالرمال المتحركة التي تبتلع كل النجاح بعيد الحب… والمحبة السامية المجردة من كل الطمع .
أتمنى أن نعيد بعض توازن حياتنا الذي فقدناه ..ليتنا ندرك أن حياتنا أقصر من عمر الياسمين .
مها العشعوش