نبض الشارع … في وتيرة تصاعدية …

بات الإقدام على شراء  بعض السلع  الغذائية  يثير الخوف والشك في النفوس بسلامة المادة ومدى مطابقتها للشروط الصحية والمواصفات الجيدة ، خاصة لبعض  هذه السلع الحساسة كالأجبان والألبان والقريشة والسمن العربي الذي يعرض  أحيانا ً على البسطات تتعرض لأشعة الشمس وللذباب، تباع  بسعر أقل نسبيا ً من تلك  التي تباع في المحال  التجارية ، والبائع  يجيد  إقناع المشتري بجودة المادة بلسانه المعسول ليقبل  على الشراء لكن  يتبادر إلى الذهن فورا ً : ما مدى سلامة المادة ؟ إذ أن الحليب ربما يكون من النوع المجفف، واللبن  مخلوط بالنشاء ، والجبنة  تذوب في شربة ماء بعد غليها ، والقريشة بالكاد تستطيع  بلعها  لأنها مسحوبة الدسم وكأنها مصنوعة من الرمل، والسمن العربي يشوبه  سمن نباتي، ناهيك عما يضاف إليها من مواد مسرطنة من بودرة الأطفال أو أنواع من الدهانات لتضفي على الجبنة واللبنة أشكالا ً جميلة ومتماسكة لتتفوق على الأصلية في منظرها وشدة بياضها ..

 ومع ذلك فالكثير من المواطنين يقبلون على شرائها مضطرين تحت وطأة حاجتهم المادية ، ويبقى من الصعب اكتشاف غش المادة من قبل المواطن  قبل تناولها في المنزل لتتسبب بالموت البطيء خاصة لدى الأطفال إذ تؤدي إلى تليف الكبد والإصابة بقرحة في الجهاز الهضمي والفشل الكلوي إضافة إلى هشاشة العظام لتراكم السموم في جسم الإنسان ..

من هنا لابد من إقناع المواطن بعدم شراء هذه المواد الرخيصة الثمن والتي هي بالنتيجة ليست رخيصة كون غش المادة سيغير الوزن وينقص كثيرا ً عند استخدامها  بوجود الرطوبة الزائدة ..

ولابد من التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ومكافحة الغش  خاصة  فيما يتعلق بالغذاء وذلك عن طريق التوعية  النوعية والتثقيف والرقابة الصارمة في ظل تزايد أعداد الغشاشين والقناصين للفرص الذين يحركون المشتري على هواهم كأحجار الشطرنج بتواتر تصاعدي تفجر فقاقيع زائدة من الهم والغم في نفوس من يلاحقهم كابوس الحاجة والعوز والذين باتوا يحسبون مصروفهم بالليرة ..

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار