معاناة صحفيي حمص في الحصول على المعلومة من الجهات الرسمية في المحافظة ليست وليدة هذه الأيام ، بل مشكلة قديمة جديدة والأمر المؤسف أنه عندما يتصل الإعلامي مع مدير أية مؤسسة رسمية للحصول على معلومة تخص عمل المؤسسة أو لتوثيق معلومة ما ، يأتيه الرد مباشرة من المدير كالصاعقة ” أريد الحصول على الموافقة للسماح لي للإدلاء بأي معلومة صحفية ” وغالباً ما تكون الموافقة التي يقصدها المدير موافقة المكتب الصحفي وأحياناً الإدارة العامة أو الوزارة التابعة لها !!
أي نوع من المدراء هذا الذي لا يستطيع التعاون مع الصحافة والإدلاء بالمعلومة عن عمله ليوثقها الإعلامي ؟! .. مثل هذا المدير الذي بحاجة لإذن للإدلاء بمعلومة تتعلق بعمل مديريته بالتأكيد لا يخدم عمله بالدرجة الأولى ويمنع المعلومة عن الصحفي الذي سينقلها للرأي العام .!!
لاشك أن عرقلة الإعلامي في الحصول على المعلومة تنم عن خلل وضعف كبير في الجهة التي تحجب الحقيقة عن الصحفي مهما كان مستوى هذه الجهة في الوقت الذي تؤكد فيه جميع التعليمات والتعاميم السابقة واللاحقة على ضرورة فتح الأبواب أمام الإعلام الوطني ونشر الحقائق لا حجبها والتعاون مع الإعلامي لا العكس كما يحصل حالياً في العديد من المؤسسات الرسمية في المحافظة .
والغريب العجيب في الأمر أنه عندما يتناول الصحفي أي موضوع سلبي يكشف خلاله عيوب أي جهة رسمية تنبرى هذه الأخيرة وتوظف إمكانياتها وكادرها لمهاجمة الصحفي ولومه في عدم الرجوع مباشرة لها لتزويده بالمعلومات الصحيحة!!
بالتأكيد إن أية مؤسسة ناجحة تسير بخطا واثقة في عملها لا تخبىء أوراقها أو تعمل تحت جنح الظلام بل تعمل تحت ضوء الشمس الساطعة ونقول لمن يضع العصي في العجلات ويعرقل العمل الإعلامي :”ضوء الشمس لا يحجب بغربال “.
أخيراً نقول لابد من تذكير جميع الجهات والمؤسسات الرسمية في المحافظة بضرورة تسهيل مهمة الإعلامي وعدم وضع أية عقبات تمنعه من الحصول على المعلومة الصحيحة .
محمود الشاعر