في ظروف الوطن الصعبة .. وما مر به من مآس وتدمير وقتل وخراب وتشريد ونزوح وتهجير وحرمان ومعاناة نتيجة إرهاب ظلامي أراد تدمير البلاد والعباد والحجر وخراب وطن .. هذا الوطن الذي وصل إلى مصاف الدول المتقدمة والراقية بمشاريعه وخدماته وصروحه العلمية وأمنه واستقراره وقد خطط له أن يدمر ويعود إلى الوراء سنوات هو وطننا سورية فخرنا وشرفنا وانتماؤنا ، أراد له أعداؤه أن يهجّر أبناءه وتستنزف قدراته البشرية .. وكفاءاته العلمية ليبقى رهين تخلف وجهل وفقر.. لينالوا من صموده في وجه مؤامرات التطبيع .. ولكنه سيبقى وطن الجميع وسياج أمنهم وعشهم الهانىء الذي يحتضنهم بسلام وأمن ..وطن ربانا وعلمنا ،في ظروفه الصعبة التي عشناها على مدى سبع سنوات وأكثر .. جعلتنا نعيش في أزمة أخلاق لم نعرفها من قبل .. نحن بحاجة إلى ثقافة الأخلاق الضرورية لنا جميعاً .. الثقافة النابعة من الضمير الحي .. والتي نعمل جاهدين من أجل غرسها في نفوس أبنائنا صغاراً.. وكباراً .
يجب علينا أن نتمثل الأخلاق الحميدة ونجسدها سلوكاً حسناً في أبهى صورها وأسمى معانيها لترقى بها أنفسنا وأوطاننا .. لنحيا بها بحب وتعاون وصدق .. ولتبزغ شعاع نور ساطع نهتدي به في عالم يموج جشعاً وجفاء .. لقد حثت الأديان السماوية كلها على مكارم الأخلاق لما لها من دور في سعادة الإنسان.. وهو خير المخلوقات وهي روح الإنسان وجوهره ولنا في رسولنا الأعظم محمد (ص) القدوة الحسنة في أخلاقه وهو القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وهل ننسى ما تعلمناه .. وحفظناه في مدارسنا التي تبقى نبع الفضيلة والأخلاق من شعر يحث على التحلي بالأخلاق الحميدة .. والذي ظل له الأثر الكبير في تهذيب نفوسنا .. وصقل أحلامنا لبناء مجتمع فاضل تسوده المحبة والمكارم والاحترام … فبقاء الأمة .. وازدهارها بأخلاقها، رحم الله شاعرنا العربي عندما قال:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الأخلاق هي بناء المجتمع المتماسك القادر على التطور والنهوض .. هي محبتنا للجميع وتعاوننا في السراء والضراء هي قيمة القيم تتجسد سلوكاً عظيماً في مساعدة الآخرين .. والاهتمام بهم ومد يد العون للمحتاجين .. وفي تواضعنا واحترامنا للآخرين .. في حب الموظف لمراجعيه وإنجاز معاملاتهم وعدم تأخيرها .. في تقدير شيوخنا العاجزين ومساعدتهم في الطريق ومركبات النقل .. وأينما وجدوا .. الأخلاق في قيادة السيارة .. و الالتزام بإشارات المرور.. الأخلاق في تعاملنا التجاري وعدم ابتزاز مواطنينا الصابرين رغم الغلاء والغش والجشع في ظروف اقتصادية صعبة ترهق الجميع .. الأخلاق في احترام المستأجر وعدم إزعاجه وتهديده برفع أجار محله أو بيته كل فترة وتنقله من حي لآخر بحثاً عن بيت مناسب يأويه.. الأخلاق في احترام معلمينا والمحافظة على أثاث مدارسنا .. وكذلك المحافظة على الممتلكات العامة الضرورية لنا والتي نسعد ونحيا في ظل وجودها واحترام البيئة .. والتقيد بمواعيد رمي القمامة .. ووضعها في أماكنها المخصصة .. ودوام الموظف وإخلاص العامل لعمله أخلاق .. نصح الطبيب أخلاق .. الالتزام بدفع فواتير المياه والكهرباء والهاتف والضرائب أخلاق .. فلنزرع ثقافتها في نفوس أبنائنا … ونعودهم على سلوكها .. نسقيها بالمكرمات كي تنبت وتزهر .. وما أجملها .. وما أروعها …!! ولتكن سعادتنا نابعة من إسعاد الآخرين بأخلاقنا .. فبها يهنأ الجميع .. ويحيا الوطن ويتقدم ويسمو.
برهان الشليل