نقطة على السطر … ذات ليلة ظلماء…

قالت وعيناها تلمعان بسخرية مرة : أتمنى لو يتم الإعلان عن إجازة رسمية في فصل الشتاء  لعدم تمكن السيدات من تسريح شعرهن أو كي ملابسهن وملابس أزواجهن وأولادهن مما يسبب إخلالاً بمظاهر الأناقة التي يجب أن يتحلى بها  الموظف أمام مراجعيه ..

أفكار خلبية هبطت عليها ذات ليلة معتمة … أرسلت كلماتها وهي تتخبط في دياجير الظلام كون الكهرباء مقطوعة والأضواء خافتة ” غير مشحونة ” وكأنها تريد مشاركتها التحسر على هذا الواقع المتردي للكهرباء , إذ السكون يخيم على منزلها كأجواء بيت مهجور ..  هو تحسر نابع من قلب الحدث ..

فبرامج التقنين في التيار الكهربائي بلغت ذروتها هذا الشتاء مما أرهق المواطن وزاد من معاناته اليومية وحمّله هموماً إضافية .. أثر على دراسة الأولاد, فالكهرباء لا تتحمل إشعال مدفأة كهربائية في الغرفة لأن التيار يتأرجح بين ضعف وقوة وانقطاع طويل , ومازوت التدفئة كدفعة أولى لم يصل إلى الكثير من المنازل … يحاول العديد من المواطنين إرسال شكاوى أو إجراء اتصالات مع طوارئ الكهرباء أو الشركة  لكن الردود تأتي سلبية والهواتف من قبل المعنيين مغلقة في وجه المواطن , وعلى الرغم من الانقطاع المتكرر للكهرباء فالفواتير تأتي مرهقة للكواهل ..

بات المواطن بحاجة إلى حقنة مهدئة بشكل دائم حتى لا يصاب بأمراض نفسية , إذ وصلت قدرته على مقاومة الشدائد ذروتها طغت على سطح الشعور واللاشعور لديه ينتظر أن يأتيه الفرج ويزيل عنه كربة من كربات الزمان  .

                                                    عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار