ضحايا بالجملة …متى تتطور آلية العمل ؟؟؟

نكبت عشرات العائلات  هذا العام بفقدان احد أفرادها أو تشوهه في حوادث الطرق وكانت حادثة أمس الأول على طريق دمشق حمص لباص مزدحم كارثة حيث توفي  خمسة ركاب مباشرة ثلاثة  منهم من الطلبة الجامعيين المتفوقين وثلاثة  من الضحايا من أسرة واحدة إضافة لإصابة جميع ركاب الباص بجروح بعضها خطرة ووقع الحادث بسبب السرعة الزائدة وفق تقرير الحوادث.

    ليست الحادثة فريدة من نوعها ومسبباتها بل هي حادثة روتينية كما غيرها العشرات على هذا الطريق الدولي نتيجة لعدم تطوير العمل لضمان السلامة العامة على الطرق وفي وسائل النقل الجماعي و من المتوقع للأسف حصول المزيد من هذه الكوارث  إذا استمر تجاهل تطوير إجراءات السلامة .

معظم وسائط النقل (ميكروباص ونصف بولمان) العاملة بين المحافظات والريف متهالكة تم تجديدها وعمد أصحابها لإضافة مقاعد وكراسٍ معدنية ذات حواف حادة تتحول إلى أدوات قاتلة في اقل حادث تصادم أو استخدام قوي للمكابح وتتحرك دفعة واحدة باتجاه السائق … بعضها يعاني من مشاكل ميكانيكية وأخرى تستخدم إطارات بالية أو مستخدمة سابقا وانتهى عمرها الافتراضي وبعد كل فحص ميكانيكي تعود للعمل متسلحة بشهادة صلاحية والعديد من الخرزات الزرق والصرامي ونضوات حوافر البغال (لتبعد الحسد وفق ثقافة التخلف المتأصلة التي توصل سنويا مئات الضحايا إلى المقابر .    

الطرق الدولية لدينا هي الأخرى تعاني من مشاكل قاتلة خاصة لجهة غياب التخطيط الطرقي للمسارات بالفوسفور ووضع إشارات التحذير والدﻻلة المرورية ونقص الصيانة في مواقع تتكرر فيها الحوادث .   

عادة ﻻ يتطرق تقرير أي حادث للمؤثرات المذكورة وفي تغطيتي الصحفية لسنوات كتبت ليس اقل من عشر مرات عن حوادث قاتلة على اوتستراد حمص طرطوس وحمص حسياء في كل تقرير كانت توعز أسباب الموت لكسر في قاعدة الجمجمة ولكن لم يتم التطرق إلى أسباب تكرار الانزﻻق في أماكن محددة أو تخرب الطريق كما كان يحصل بالقرب من حديدة وقبل تلكلخ على اوتستراد طرطوس ولم تتم الإشارة إلى غياب خطوط المسارات على هذا الطريق الدولي ومايسببه من حوادث ليلية .   

بات من الضروري إلزام وسائط النقل الجماعي بإجراء فحوص ميكانيكية دورية كل ثلاثة شهور وإجراء فحوص مفاجئة لها على الطرق العامة ريثما يتم العمل على استبدال غير المؤهل منها .  وان يتضمن تقرير الحادث الإشارة إلى صلاحية الآلية فنيا.

بات من الضروري جدا أن يتضمن التقرير الإشارة إلى الوقت الذي استغرقته سيارة الإسعاف للوصول إلى مكان الحادث ومدى فعالية الإسعاف كل مرة .. بات من الضروري تشكيل فريق من وزارة الداخلية والمواصلات ومديرية الطرق المركزية بإشراف جهة جامعية علمية لوضع محددات جديدة للتخفيف من حوادث وسائل النقل الجماعي …..

ماورد سبق لي وكررته مرات كثيرة في مواد صحفية ولم تتجاوب معه أية جهة وﻻ أظن أن هناك من يكترث طالما أن السائد دوما …. الله يرحمه “إجت ساعته” ….”مكتوب ومقدر” ….

بطرس الشيني

المزيد...
آخر الأخبار