ماراثون مرعب للأسعار ،والحجة السعر الصرف العامل المؤهب لجنون ينذر كل لحظة بالانفجار وراتب تصطحبه بنزهة إلى السوق فترديه صريعاً وربما أرداك في غاشية الفقد والقعد بسكتة دماغية أو بفالج لا تعالج ..
غلاء يكرر نفسه وسعر الصرف واحد يهزمك مع أن الاقتصاديين وصفوه بالجبان ،لكن شتان أن توضع تصريحاتهم في ميزان أو تطعم جوعان أو تعافي مريضاً يعاني الهذيان من واقع أليم تكالبت فيه قوى الشر والعدوان وضعاف نفوس ترك لهم الحبل على الغارب فلتان, وفاسدون يتكاثرون كالفئران .تمشي وصراخ في داخلك يمشي أمامك تحتار في ترتيب الشكوى وربما السباب وأحرف استفهام أين ومتى وكيف ولماذا كل هذا الغليان .يرتفع اسعر الصرف ،فتقفز الأسعار بأسرع من طلقة نار ،وسوق شحار بشحار ،تشتعل النشرات السعرية والضرب والقسمة ولا ضوابط ولا قيود ،تضع لوحوش البرية الحدود مع أن المستودعات مليئة بالمواد وتكفي العباد لشهر وربما زاد ،لكن لا حسيب ولا رقيب على من تدرب على الصيد العكر واقتناص الفرص في زمن الملمات وامتهان الصمت وعدم الرد على من ضاقت القلوب والنفوس بقهرهم كارثة مع أن الساكت عن الحق شيطان أخرس .
واقع أليم وشركاء الوجع فيه قليلون ،والكلام عن البحصة التي تسند جرة بدعم المواطن عبر المنافذ الحكومية و الاستهلاكيات بات ممجوحاً ويفتقد مصداقية (التدخل الايجابي )فالأسعار توازي السوق والأساسيات من زيوت وسمون وسكر وخضار وفواكه غير متوفر …والاستراتيجيات والمبادرات (إن وجدت )قاصرة ،لم تحد من غلاء فاحش أو تضع الملح على الجرح ..أمراض الفقراء تتفاقم ولاحقاً سنقول لبعضنا :قل لي ماذا تستطيع أن تشتري لأقول لك من أنت ….