جدل حاد أثارته الجلسة النقدية حول الحداثة والرومنسية في التجربة الشعرية لدى عبد الباسط الصوفي في الجلسة الختامية للمهرجان المسمى باسمه ،بدأها الدكتور هايل الطالب فرأى أننا نميل إلى الأسطرة في رسم الشخصيات فالكم القليل من القصائد التي تركها عبد الباسط الصوفي “39 ” قصيدة فقط ليست كافية لتصنيف تجربة عبد الباسط ضمن الرومانسية.
و أضاف الدكتور الطالب أن العنصر الدرامي في حياة عبد الباسط الصوفي يكاد يخيم على التجربة الشعرية وعلى التجربة النقدية في شعره وأن أهم من كتب عنه هو الشاعر الراحل ممدوح اسكاف وطرح مجموعة من الأسئلة حول عامل التراجيديا في كيفية وفاته ونوعية حياته التي سلطت الأضواء على شعره، ونال جائزة الآداب بعد وفاته. متسائلا عن القيمة الفنية في شعره خاصة وأنه هاجم حداثة نزار قباني ثم كتب القصيدة الحداثوية فيما بعد ؟ وأضاف أن جزءاً كبيراً من قصائده هو جزء تقليدي، ويخيم العنصر الدرامي عليها، وأشار إلى نواحي التجديد في تجربته الشعرية، وأنه لو عاش لفترة أطول لربما كنا سنكون أمام شاعر عملاق مختلف.
بدوره الدكتور رضوان قضماني تحدث عن حياة الشاعر الصوفي منذ ولادته في حي ضهر المغارة عام 1931 ثم حصوله على الشهادة الثانوية عام ١٩٥٠ وتعيينه مدرّساً في قرية عز الدين في حمص، إلى أن أوفد إلى غينيا عام ١٩٦٠ لتدريس اللغة العربية حيث بدأت تتناهبه أفكار متناقضة وأحاسيس غريبة أوصلته إلى الانتحار هناك عام 1961.
كما تحدث قضماني عن الجانب الوجداني في شعر الصوفي الذي ينتمي غالباً للرومانسية، وأنّ أعمق شيء في شعره هو وجدانيته التي تنضح بعاطفة متعددة الجوانب والاتجاهات.
الناقد الدكتور وليد العرفي وافق الدكتور هايل الطالب في أن التجربة النثرية لدى الصوفي مهمة جدا وتكاد تتفوق على التجربة الشعرية وأن وفاته التراجيدية حولته من شاعر عادي إلى أسطورة وأضاف أن للصوفي تجربة روائية لم تكتمل وتناول في قراءته النقدية الجوانب المخفية والغير معروفة لدى الآخرين عن الشاعر الراحل وخاصة فيما يتعلق بالبعد الاجتماعي والجانب الإنساني لديه، والبيئة الجغرافية التي عاش فيها. كما تناول موضوع اللغة الشعرية والمراحل الفنية وميز بين مرحلتين في تجربته الشعرية مرحلة قبل السفر إلى غينيا حيث كان نتاجه تقليديا وكلاسيكيا وما بعد السفر حيث اتسمت نتاجاته بالحداثة ، وأشار إلى المأساة التي كان يعيشها الراحل في ظروف لم تتناسب مع روحه وشاعريته ورومانسيته .وأنهى حديثه بأن مهرجان عبد الباسط الصوفي غدا بصمة جمالية في مسيرة الثقافة والفكر مع عودة الأمن والأمان لسورية .
متابعة: ميمونة العلي