جواب النداء الممتد مدى في آفاق مدارج العصور لم يحقق للشاعر \ ماني الموسوس\ أمنيته في ندائه على مطلول أنفاس الآهات في مرامي الوجد واصطلاء العاطفة ووشائج الأمنيات في قوله \ يا حادي العيس عرّج ..\ لينتهي به الأمر حال أمواج جاد بها صخب البحار لترتد خائبة مترامية انكساراً على أعتاب صخور صلبة دونها وهنَ محاولات أمام سطوة صخور قاسيات و أوجاع تحديات فكان الركون إلى دعاء \ لا حملت رجلاك يا جمل\
أجل بقي النداء تطلع الأمنيات , وبقي جواب النداء مأساة حلم تشربه الصدى , و أحاله رجع غيث زفرات في أفواه الوجد و شفيف حب ورغائب وقساوة متاعب ليصير في صداح غناء عبر الذوق الرفيع رقي تذوق سرح ألق مداه وعي الفن الأصيل .
أجل بقي الشاعر قامة , وبقيت المقطعة قافية وبقي الحلم مكلوماً في يباس أتى عليه خريف الغياب .. لكن بقي في ذاكرة التراث عبر مدونته أن الشاعر الذي أُعطي الدراهم لقاء إبداعه ردّها ما عدا نصف درهم ثمن حاجته من \ الهريسة \ التي أحبها ولم يؤلمه استخفاف الناس منه لرد الدراهم , بل وجد غناه في توكيد حاجته فحسب .. فربح القيمة , قناعة والذاكرة موقفاً و رسالة سلوك مزهو بنضارة تقرف من أي شجع ولو كان ثوباً مقصباً ببهارج الزينة في الشكل وهو المطمئن إلى ألق الحضور في المضمون كرامة قيمة في نبالة مبدأ . وهنا تحلو الأمنيات أن تكون أمانياً وتكون فضاء دعاء بالخير يعم الحياة وعياً عقلانياً مشبعاً بالثقة بالنفس و بالآخرين ضمن تكامل بنيوي مرصع بجماليات الوعي الإنساني المتحضر , المشرق بنباهة ذهنية منفتحة , مداها وعي الإنسان دوره جوهر بناء وخير عطاء يكتمل بذاته وغيره يتسع بذاته ويتكامل مع غيره عبر تثاقف معارف وتبادل خبرات وكياسة سلوكيات تبهج النفس على مطالع الرؤى .
هي الأمنيات صقيل اتزان فكر حصيف ذكي لماح مبدع ونمط سلوكي رزين يستبدل رصانة الهدوء بضجيج الصخب الذي قد يتراءى في مركبة أطلق سائقها لعجلاتها الريح , وهو يعلم أنه غير مشارك في عبقرية صنعها , أو استجمع أصوات الزاعقين في خسارة الفن بمزيد من التلوث الفيزيائي حيث الضجيج والصخب وخواء الكلمات من أي معنى أو دلالة وقد كثر مدعو الفن في غياب الفن الأصيل زمان الزمن الجميل غناء !
فثمة أمنيات في مواجهة ظواهر نبدأ باستقلاب الوعي ثقافة سلوك وجمال اصطفاء في ذوق وسواء سبيل .
وثمة أمنيات في تعزيز جمالية تقانة عمل بإنتاج بدل العمل بدون توكيد لمعنى التسامي في الفن وكل أمر .
هي أمنيات لأنغام موسيقا هادئة بالكاد تسمعها لكأنها علامات ترقيم بين تبادل أحاديث تشهت قطاف نسمات فتنتشي بها ما أجملها رهافة مرور « مشي السحابة لا ريث ولا عجل « .
هي أمنيات تواجه إرادة نباهة في مواجهة أية ظاهرة صوتية قوتها في استقواء .
هي الأمنيات وشائج دفء رهافة أناقة , وسلاسة تواصل , واجتهاد ملكات عقلية تفيض ابتكارات وعوالم من ذكاءات متعددة الجوانب فيكون النتاج قيماً مضافة في وقار كل أداء , لا تبجح في خيلاء شكل…
ألا ما أجمل الأمنيات صداقة معرفة ونقاء فرح ونبوغ اتزان ورقي سلوك وحفاوة معارف وجمال خبرات وغنى مهارات هي مدارات الأمنيات !
ما أقسى ظواهر في فقر سلوك وانكماش ذات .
إن الحياة أمنيات وعمل وفضاء محبة و اجتهاد وتأصيل حضور .
هي الأمنيات زاد مؤونة كل منافي استقامة كل ما يريح , وما ينشده الخاطر فينا آمالاً , والعقل تفكيراً ضمن جنبات التفاصيل ما بين ذاتية وموضوعية .
فالأمنيات خزائن الوعي النفيس على قدر استجابات متاعب السنين ورتابة الدربة في بذار في حقول اجتهاد دور رغائب في بيادر جني المحاصيل في أفراح النجاحات قيماً وقامات على إشراقات نبوغ يورق الحرف شذرات ضياء من عوالم عطاءات للمبدع جهداً ذاتياً مكانته , وللحياة رجع الصدى حفاوة على شفاه واعيات تنبس ببناتها خيراً على خير .
نزار بدور