صدر مؤخرا ديوان الشاعر السوري المغمور جميل حلوة (1883-1946) ، على الرغم من أنَّ له مئاتِ القصائد الجميلة؛ و كان من أدباء الـمهجر القلائِل جدًّا الذين حازوا على شهادةٍ جامعيَّة فـي الـمُحاماة قبلَ نحو مئة سنة.
جميل بطرس حلوة كان متقِنًا للغة الإنكليزيَّة أيَّما إتقان ( كما يقول د. قمحية ) ، ويضيف أنه كان ضَليعًا فـي اللغة العربيَّة ونحوها وصرفها وآدابِها بالإضافة إلى ذلك، كان على اطلاعٍ واسع على الأدب الإنكليزي العالـمي، لاسيَّما القديم منه الذي يمتدُّ إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت لغةُ ذلك الأدب مختلفةً بدرجةٍ مهمَّة عن لغة الأدب الإنكليزي اليوم، بما يشبه لغةَ الأديب والكاتب الـمَسْرحي الإنكليزي الكبير وليَم شكسبير
ساعدت تلك الثقافةُ الواسعة والـمعرفةُ الغنيَّة جميل حلوة على ترجمة أُمَّاتِ القصائد الإنكليزية العالـمية، من الأدبَيْن الإنكليزي والأمريكي وقد تمكَّن الشاعرُ الـمهجري من تَعْريب تلك القصائد شعرًا عربيًا خالِصًا، ببراعة قلَّ نظيرُها ولم ير (قمحية) شاعراً مهجرياً آخر، غير جميل حلوة، استطاع تَعْريبَ هذا الكمِّ الكبير من القصائد الأجنبية، حيث زاد ما عرَّبه منها على 60 قصيدةً ما بين القرن السادس عشر ومطلع القرن العِشْرين وقد أحصى كلَّ تلك القصائد وجمعها فـي ديوانه مستفيداً من مجلَّاتٍ مهجريَّة قديمة غير متاحة حاليًا، لا فـي الـمكتبات الرسميَّة العربية ولا على الـمواقِع الإلكترونية، حيث حصل عليها من جامعاتٍ ومكتبات أمريكيَّة بعدَ مراسلتها وإقناعها بجَدْوَى هذا العمل وهناك جهدٌ مشكور استفاد منه الدكتور جورج ديمتري سليم فـي جمع بعض تلك القصائد الـمُعرَّبة أيضًا وأشار إلى أنَّ جورج سليم قد ذكر فـي مقالةٍ قديمة له سنةَ 1978 في مجلَّة الأديب اللبنانيّة أنَّه على وشك الانتهاء من جمع ديوان جميل حلوة، لكن رغم البحث الـمطوَّل (فـي مواقع عربيَّة وأمريكيَّة) لا يوجد ما يؤكِّد صدورَ ذلك الديوان، وهذا ما حَدا بـه إلى جمعِه من جديد مُسْتَنِدًا إلى عشرات الـمصادر والـمراجع القديمة.
العروبة – عبدالحكيم مرزوق