لاحظنا في الآونة الأخيرة وبالجرم المشهود احتكار البعض من تجار الأزمات – ضعاف النفوس – لمادة الغاز والمازوت في بعض المناطق إلى جانب عمليات السرقة والنصب وانتهاج أساليب ملتوية في التحايل على القانون والقيام بعمليات سرقة أموال واتجار وترويج للمخدرات وغير ذلك من جنح وجرائم بحق المواطن و الاقتصاد الوطني وذلك لافتعال أزمات تخنق المواطن الذي سعى لتأمين لقمة العيش والاحتياجات الأساسية الأولية لمتابعة حياته اليومية .
مما لا شك فيه أن لهذه الحرب القذرة التي شنت علينا أذرعها والتي باتت بحاجة ماسة وملحة لقطعها وبترها كونها امتدت إلى قوت المواطن وهذه الحرب أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية من الخضار والفاكهة وقلة لمادتي الغاز والمازوت و انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وغير ذلك .. ولا يمكننا في الوقت ذاته أن ننكر الدور الكبير والهام للجهات المعنية في ملاحقة المتلاعبين بالقوت اليومي للمواطن … مشكورة جهودهم في ضبط المخالفين وإحالتهم أصولاً إلى القضاء ونتمنى الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه الاتجار بلقمتنا … ولن نسمح لأمثال هؤلاء الأقزام أن يسيئوا إلى انتصارات أبطال الجيش العربي السوري .
هذه مهمتنا جميعاً كل من موقعه مسؤول أمام ضميره وأمام كل جندي رابض خلف خطوط النار على امتداد رقعة هذا الوطن في أن نكون جميعاً حراساً مؤتمنين على خيراته وعدم التستر على أي شخص فاسد . لنتكاتف و لنعمل على الحد ما أمكن من الظواهر التي تسيء لنا جميعا و تفسد على السوريين احتفالاتهم بالنصر، يكفينا ما فعلت هذه الحرب بنا ..
إن إنجازات هذا الوطن تحققت على مدى عقود بذلت خلالها جهود كبيرة و دفعت لقاء ذلك أثماناً باهظة من العرق و الدم و الجهد و الوقت ولن نسمح لأي كان المساس بها.
و معروف أنه و بعد انتهاء الحروب التي تعرضت لها العديد من الشعوب أنها نهضت من جديد بعزيمة أقوى و تصميم أكبر من الذي كان قبل الحرب من خلال تحدي الصعاب ما أمكن و بتر اليد التي تتطاول على قوت المواطن دون تلكؤ ودون رحمة.
و نحن السوريين كطائر الفينيق ننهض بقوة و عزيمة و تصميم أكبر لا سيما أننا جميعاً ندرك أن حرباً استغرقت سبع سنوات خلفت آثاراً و تداعيات سلبية و لكن لا بأس .. نحن أبناء اليوم .
نبيلة ابراهيم