تعددت الأسباب والهم واحد …
نعم قلة فرص العمل .. غلاء المعيشة .. تراجع الخدمات وصعوبة الوصول إليها يرافقها ظروف اجتماعية وأوضاع ضاغطة ، يعاني منها المواطنون بشكل عام ، إلا قلة قليلة من أصحاب رؤوس الأموال والفاسدين المفسدين حولنا ..
كل ذلك يحد من حالة الرفاه التي يجب أن ينعم بها المواطن في كل مكان، الكثيرون اليوم ظهرت على ملامحهم علائم الإعياء الشديد نتيجة الوقوف في طوابير على رصيف تأمين مستلزمات الحياة الضامنة لبقائهم واستمرارهم ..
فطابور أمام مركز توزيع الغاز ، وطابور آخر على نوافذ الأفران أو معتمدي الخبز ، وثالث على محطات الوقود ، ورابع ينتظر حول الصرافات الآلية للحصول على الراتب وآخر وآخر .. وكلها يجمعها عنوان واحد .. أصوات الصراخ والتزاحم والتدافش والفوضى .. والشكوى المستمرة ، لا ينجو منها إلا من يتسلل هارباً « ينفد بريشه» من احتمال تشابك بالأيدي أو شد الشعر أو ملاسنة كلامية حامية ليحصل على مبتغاه بسعر مضاعف في السوق السوداء
ففي ظل الازدحام والانتظار الممل جراء احتكار السلع ورفع ثمنها بشكل متسارع … يعلن المواطن حنينه إلى زمانه الغابر ، في ظل حياة أسهل ، لم تكن تضطره ظروفه لمناشدة المعنيين لحل معضلة ما ، أو لتلبية رغبة معينة أو تحقيق أمنية ملحة تسابقت إلى ساحة أحلامه ، فما أن ينبثق نور بسيط يبدد شيئاً من صعوبة حياته ، فيشرأب بعنقه متابعاَ ، متطلعاً علّ الأيام القادمة تحمل إليه بشرى سارة ، لتحقيق سعادته وهنائه.
عفاف حلاس