يعد فن الكاريكاتير من أهم وأصعب الفنون ، وتكمن صعوبة هذا الفن في كيفية ترجمة الفنان للأحداث المعاصرة بشكل سلس وسهل ،والفنان إياد إبراهيم من مواليد 1976 أجاد رسم الكاريكاتير ليبدع في رسوماته برصد الواقع بأدق تفاصيله، والإضاءة عليه إضاءة ناقدة تترك المتلقي في حالة من البحث المستمر عن الموضوع وحلوله ,و كان لنا معه الحوار التالي:
إيصال الفكرة الصحيحة
عن سبب توجهه إلى فن الكاريكاتير قال :حب الرسم يجري في دمي ونمت هذه الموهبة، فالهم الاجتماعي اليومي للناس جعل مني ناقدا دونما أشعر فرسم الكاريكاتير لا يقوم فقط على الجمع بين إبداع الفكرة والرسم الحامل لهذه الفكرة إنما هو النقد السلبي والايجابي لواقع وفكرة اللوحة ، فلوحاتي تأخذ شقين الشق الأول استفزازي وهو استفزاز عقل القارئ وتحريضه للبحث عما وراء اللوحة والشق الثاني نقدي وهو انتقاد شيء وليد لحظة أو انتقاد شيء على أمد بعيد فلا بد من الاهتمام بالنقد لإيصال الفكرة الصحيحة للقارئ .
القارئ شريك
وعن الآلية التي يختار فيها مواضيعه قال :الكاريكاتير قطعة من الحياة والحياة مستمرة فان الأفكار تولد من الأحداث ،فرسام الكاريكاتير له عين ثالثة يشاهد فيها الأحداث والمواقف لا كما يراها الناس هذه العين تجعل من الكلمة لوحة من الموقف..فهناك حالات سلبية أو ايجابية نشاهدها من حولنا وعلى رسام الكاريكاتير اقتحام أسوار هذه الحالات منتقدا إياها بخطوط بسيطة ليوصلها للقارئ ليس على طبق من فضة ،وإنما اعتبار القارئ شريك في الرسم والفكرة وأحيانا تأتي اللوحة دون استئذان وأحب رسم المواضيع التي تتحدث عن الفقر والمعاناة والواقع الاجتماعي ولكن أفضل مواضيع هي السياسة الدولية لإيصال أفكار وأهداف الغير إلينا.
الواقع المعاش
وعن دور البيئة في اكتشاف موهبة الفنان بداخلك قال :الأفكار لا تأتينا من السماء وإنما من الواقع المعاش فأفكار الرسم ترتكز على البيئة المحيطة به لتشكل منها شيئا مرسوما على الورق ، فالأسرة والمدرسة هما من يغذي الأفكار لدينا حيث كل ما يحيط بنا يشكل وعيا فنيا يجسد من خلاله رسما معبرا هكذا هي الموهبة لكن يرافقها فهم وثقافة مستمرين .
مدلولات كبيرة
وعن الرسامين الذين تأثر بهم قال : هناك رسامين جيدين أحب أن أرى أعمالهم أما كلمة “تأثرت” تأخذنا إلى مدلولات كبيرة قد تعجبني الفكرة ولا يعجبني الرسم وبالعكس، ومن الرسامين الذين أحب أعمالهم الرسام رائد خليل الذي يعتني بخط الرسم والفكرة .
وقال : أصبح رسام الكاريكاتير يستعين بتقنيات الكومبيوتر فقد سهلت التقنيات الحديثة عمل الرسام ووسعت موضوعاته .
و أضاف: أحب الرسم بقلم الحبر الأسود لأني كثيرا ما أشاهد اللوحات الملونة بنفس اللون وبنفس طريقة مزج الألوان مما يعطي هذه اللوحات بلادة وخمول .
لكل فن أساسياته
وحول سؤالنا هل تختلف وظيفة الكاريكاتير عن الفنون التشكيلية الأخرى؟ قال : بالطبع لكل فن أساسياته والكاريكاتير يعتمد على تحليل التفاصيل وفهمها واستنتاج الفكرة والهدف من اللوحة ووضعها أمام عيون القارئ ،فرسام الكاريكاتير والقارئ شريكان في العمل فالرسام همه إيصال الفكرة للقارئ والقارئ همه أن يقطف الفكرة التي زرعها رسام الكاريكاتير ،الرسام والقارئ عليهما أن يفهما بعضهم البعض ولا يستخف الرسام بفهم وثقافة القارئ ولا يعامله انه محدود الأفق ، أما الفنون التشكيلية الأخرى بمدارسها الانطباعية والتجريدية والرمزية لها أساسياتها أيضا من استحضار الفكرة وتجسيدها على قطعة قماش إنما ليس وظيفة هذه الفنون تقارن بوظيفة رسم الكاريكاتير الناقد والهادف ، و برأيي المتواضع أن رسم الكاريكاتير أصعب من الفنون التشكيلية لأن رسام الكاريكاتير يبحث كيف يشكل من قطرة ماء بحرا . .
الدراسة والبحث
وعن أهمية الموهبة قال :الرسم ممكن أي شخص أن يتعلمه أما الموهبة ليس لها قواعد ولكن لابد أن يكونا متلازمين فالموهبة لابد من تطويرها ويكون ذلك من خلال الدراسة والبحث والدقة لفهم الرموز التي تشكل أجزاء اللوحة .
يذكر أن الفنان إياد إبراهيم نشر رسوماته في صحف : الفداء و العروبة وتشرين .
هيا العلي