قالوا عنه ( متنبي العصر) أو ( المتنبي الأخير) لأنه يشبه المتنبي في مدحه وفي فخره حيث القصيدة العمودية المجلجلة بأوزانها الخليلية التي تطرب الأذن وتثير النخوة والحماس في نفس المستمع، سيما إذا كان الإلقاء جميلا ً، إنه الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق عبد الواحد وله خمسون مجموعة شعرية منها عشر مجموعات للأطفال ولد عام 1930 وتوفي عام 2015.
استضافته رابطة الخريجين الجامعيين في حمص في مهرجانها الشعري السنوي عام 2008 حيث أقام في دمشق بعد احتلال بغداد من قبل الأمريكيين عام 2003.
يعد الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد من ألمع شعراء عصره وهو من جيل بدر شاكر السياب وسليمان العيسى والشاعرة لميعة عباس عمارة (ابنة خاله) وكان هؤلاء يدرسون معا ً في دار المعلمين العليا ببغداد نهاية أربعينيات القرن الماضي ، ويعد نفسه من تلاميذ الجواهري .
في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص وفي حديقتها التي امتلأت بعشاق الشعر ألقى عبد الواحد – رحمه الله- عدة قصائد منها قصيدته / يا نجم ميسان / ، و ميسان هي المحافظة العراقية التي عاش فيها ونافسته في شاعريته ابنة خاله /لميعة/ التي توفيت قبل أسبوعين في منفاها في أمريكا وهي شاعرة كبيرة أيضا ً ، ونقتطف بعض أبيات هذه القصيدة الطويلة :
/ هذا نداؤك في سمعي وفي بصري
لبيك أي جناح فيّ لم يطر
وها أنا كل أمواجي وأشرعتي
تجري فكلي إليك الآن في سفري
- أقول : هذا أنا الطفل الذي ركضت
أقدامه فيك .. في الشطآن والجزر
- إني عهدتك يابيسان مملكة
للماء ما اتكأت إلا على نهر
- عهدت زرعك تسبي العين خضرته
لله بيدره من بيدر نضر…
كانت مشاركة الشاعر عبد الواحد ، قيمة مضافة لمهرجان رابطة الخريجين الجامعيين الشعري، وأذكر أن صحيفة /العروبة/ قد نشرت عن هذه المشاركة للشاعر عبد الواحد في إطار تغطيتها اليومية للمهرجان .
كان الشاعر عبد الواحد معجبا ً بالجواهري (1899-1997) الذي كان يقيم في دمشق، وكان عبد الواحد في تلك الأثناء في العراق فرثا الجواهري بعد يومين من وفاته ودفنه في دمشق بقصيدة طويلة عنوانها :
( يا شيخ شعري) جاء فيها :
- لا الشعر أبكيه ، لا الإبداع لا الأدبا
أبكي العراق وأبكي أمتي العربا
- أبكي على وطن يبقى الأديب به
ليس الغريب ، ولكن أهله غربا
- علمتني كيف أهدي للعراق دمي
دما ً، وأخشى العراقيين إن نضبا
ويذكر أن الشاعر عبد الواحد بعد إقامته المؤقتة في دمشق التحق بأسرته في فرنسا ومات فيها عام 2015.
عيسى إسماعيل