تغيرت حياتنا الراهنة ، فأثرت في نفوسنا أحوال جديدة ، بدلت سلوكنا وأداؤنا..
ما سأقوله ليس من باب التعميم فلكل قاعدة شواذ ، إذ شهدنا انحدار البعض إلى مستنقع الأخطاء القاتلة ، فتم ابتداع أساليب وفنون جديدة للابتزاز ولسلب جيوب العباد ، وإنهاك قواهم المادية والمعنوية وخضع البعض لسوق الربح المادي الدنيء ، في التربص لأية سانحة من فرص الحياة لصالح مصلحة ما أو غنيمة دسمة هم أناس يقبعون في الأسواق أو بين جدران الدوائر الحكومية أو في عيادات الأطباء والمشافي الخاصة وكل ما له علاقة بالمواطن وحياته اليومية، والذي بات يحمل مشاعر مختلطة من الخوف والرهبة عند الاقتراب من حاجة له ، أثقلت عليه بمواجعها وانتابته الحيرة في تدبير أمورها أو الخروج منها سالماً وعلى الرغم من أزمة الثقة التي امتلأ بها قلبه ، لكن ثمة أمل ينبثق بين الحين والآخر بما هو آت ، من خلال بريق يظهر في تصريحات المسؤولين عن محاولة مكافحة الفساد وقطع جذوره من الأعماق ومحاسبة المتلاعبين بقوت الشعب ..
إذاً وفي كل حال فالمتناقضات موجودة في نفس المواطن إحباط وأمل .. حزن وفرح ، تشاؤم فتفاؤل ، ذهاب وإياب .. لأن معاني وأفكار كثيرة انهارت ، لتحل محلها مستجدات نابعة من الواقع الجديد الراهن ..
إذاً فالحياة تجربة وواقع عشناه وسنعيشه رغماً عنا فرضته الظروف الحاضرة ، القاهرة لكننا سنجمع يوماً كل ما ينغص علينا عيشنا ونلقيه إلى غير رجعة في بحار النسيان ..
لنعود ونوظف إمكانات بلدنا سورية وفق قدراتنا المتاحة لتعود بالخير على المواطن المقهور جراء حرب ابتدعها أعداء لنا وللإنسانية جمعاء ليعيقوا تطورنا ونماءنا ..
الزمن اليوم يتحرك لصالحنا رغم بعض المعوقات والمشكلات والهموم الآنية ، فحاجتنا للحياة الرغدة التي كنا نعيشها قبل الحرب تزداد .. نريد أن نضع نهاية وخاتمة لكل الأوجاع لنسير إلى مستقبلنا المضمون ..
فلنبعد كل الأفكار السوداء التي تشوه الحقائق لأن الآتي أجمل .. هذه نجوانا ، وهذا بوحنا ، ومعالم أفكارنا بدأت تتضح قسماتها المشرقة يوماً بعد يوم .. فلننتظر شروق شمس الصباح …
عفاف حلاس