الأطفال بهجة الحياة وفرحها الدائم وبسمة الرجاء والأمل .. وغدنا ومستقبلنا الزاهي الزاهر وما أغلاهم .. هم اللوحة الجميلة الثمينة بخطوطها وألوانها وظلالها وجمالها الغافية على صدر الوطن .. أطفالنا أمانة في أعناقنا والاهتمام بهم وتحصينهم بالثقافة المناسبة الأصيلة واجب وطني قومي أخلاقي .. والوطن الذي يحتضن الطفولة ويسعى الى بنائها البناء الصحيح هو وطن راق سليم معافى يصنع مستقبله الأخضر بين يديه . فما أجدرنا أن نهتم بأطفالنا ونسعى الى تحصينهم بثقافة متينة صحيحة مفيدة تزرع فيهم قيم حب الوطن والتضحية من أجله .. وحب الإنسان واحترامه وتقديره والقراءة في عالمنا المعاصر أهم وسيلة من وسائل التواصل ولأنها تعد الإنسان للحياة المؤثرة المتجددة .. وهي إحدى الركائز الأساسية لثقافة الطفل وما يعد له من أدب موجه إليه شعراً وقصة ومسرحاً .. الكتب هي العالم .. هي الحياة .. وهي وجهنا الآخر في المرآة هي فسحة أمل وحياة تتجدد دوماً .. والقراءة تبدأ مع الطفولة .. والكتب التي تقدم للأطفال ينبغي أن تنبئ عن جوهر أدبي أصيل تزود الأطفال بالمعرفة والثقافة وتضم الأشياء الجميلة القابلة للإدراك بشكل تلقائي .. ويرى المربون أن المكتبة المدرسية أو البيتية ضرورة للطفل وغاية في الأهمية لأنها تساهم في إصلاح العمل التربوي .. وهي تنمي ميول الأطفال للقراءة وبالتالي تكسبهم الثقافة وتعمق لديهم حب القراءة والإطلاع فتوطد صلة الصداقة والألفة والمحبة بين الطرفين مما يساعد على إعداد الطفل للحياة ليكون مستقبلاً المواطن الصالح الواعي المستنير والقادر على الإسهام في بناء الوطن .
إن ثقافة الطفل هي ثقافة مستمدة من ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الطفل إلا أنها كيان قائم بذاته له مقوماته وأهدافه وأبعاده الخاصة وكثيرة هي المنابع التي تغذي ثقافة الطفل كالأسرة والمدرسة والأدب الموجه للطفل .. والمراكز الثقافية .. والجمعيات .. ويجب الاهتمام بالأسرة وتعزيز دورها في ثقافة الطفل وتوجيه الأبوين وتثقيفهما تجاه تربية الطفل تربية سليمة وتعزيز ثقافة القيم والأخلاق الحسنة وجعل الطفل كائناً اجتماعياً فاعلاً .. ثم يأتي دور المدرسة لتكمل دور الأسرة .. كما أن أدب الطفل وتكريسه الثقافة الأساسية .. تصوير فني وجداني للحياة والأفكار والعلم ويجب دعوة الجهات المعنية بالطفولة الى بذل المزيد من الاهتمام بثقافة الطفل ورعايتها .. فأطفالنا ثروة وطنية كبيرة مهمة تنميها الثقافة لتورق وتزهر .. وتظل فعاليات الطفولة وما يقدم لها خجولة إذا ما قورنت بما يقدم للكبار .. لنبدأ في الطفولة وهي الأساس والأصل .. هي الدعامة الوطنية في بناء وإعمار وتحصين الوطن في ظروفه الصعبة وما يواجهه من حرب كونية وإرهاب يستهدف وجوده وثقافة أطفاله بغزو غربي استعماري مخيف يخترق عقول أطفالنا وشبابنا .. لنصرخ دائماً ولنقف حاجزاً في وجه الثقافات الوافدة التافهة .. ثقافة الطفل الأمريكي المنتظر للعالم .. والذي يحاول السيطرة على تفكير جيل واع ترعرع وتربى في كنف الكتب والقصص المصورة .. وأفلام السينما الغربية .. ونشر الثقافة الأمريكية الغربية التي تسعى لمسح الهوية المحلية الأصيلة لأطفالنا .. وعزلهم عن واقعهم وانتمائهم وجذورهم وبهذا يشعر الأطفال بالضياع .. والحاجة الى ملء فراغ روحهم … الثقافة التي نريدها لأطفالنا يا مربينا ويا مؤسساتنا التربوية .. ويا أهلنا هي الأمل والنصر في تنشئة أجيال مثقفة قادرة أن تقف في وجه كل قلم مأجور .. أو كتاب يراد منه اختراق عوالم أطفالنا ويستهويهم ليحرفهم عن مسار تفكيرهم الوطني الثقافي الصحيح المطلوب واستلاب هويتهم الثقافية العربية التي نعتز بها .. الطفولة .. الطفولة .. لها رجوعنا دوماً .. هي بذور الخصب في حياتنا .. وشدو أحلامنا ما أروعها .. وما أغلاها .
برهان الشليل