العطلة الصيفية ،الإجازات ،الاستراحة ،كلها انتهت وعاد الطلاب إلى مدارسهم وبدأت الحياة تسير بشكل منتظم ،وبدأت البيوت تستقر ،بعد أن كان الليل نهاراً والنهار ليلاً .
التحول السريع في نمط الحياة وطريقة العيش وأسلوب التعامل مع الأبناء وتربيتهم على الدقة والانضباط مع بدء العام الدراسي يعطي دليلاً على أن التغيير ممكن ،والسير على أسلوب محدد ممكن وبإمكان الأهل التأثير على أبنائهم وضبط سلوكهم ،ولو بدرجات متفاوتة ،وبأسلوب يعتمد على الإقناع لا على العقاب وبتحديد الأهداف لا العموميات.
هذه القدرة على التأثير السريع تثير تساؤلاً مهماً :لماذا ننجح في تعاملنا مع أبنائنا من ناحية تلبيتنا وتلبيتهم لمتطلبات العودة للمدرسة ،ونفشل في أمور تربوية كثيرة ،ونتذمر ونكثر الشكوى من عدم استجابتهم لنا أو إنجازهم لما يطلب منهم.
للإجابة على هذا التساؤل يجب التفكير بعمق ، ومن ثم الإقرار بأننا استطعنا نحن والأبناء تحقيق ذلك لسبب واضح يتحقق ضمن ثلاثة أمور : وضوح الهدف ووجود الخطة ودقة التنظيم. الهدف من الدراسة واضح لدى الآباء والأبناء ،وإن اختلفت الأجيال أو المجتمعات وإن لم يكن الهدف صحيحاً في أصله لدى بعضهم يبقى أن هناك هدفاً واضحاً لدى الجميع .
والخطة موجودة على فصول دراسية وأسابيع محددة ، ومواعيد إجازات ثابتة وقوانين للخطة يعرفها الجميع منذ اليوم الدراسي الأول أو قبله أحياناً .
والتنظيم دقيق بجدول يومي يبدأ في الصباح الباكر إلى منتصف النهار ويتخلله انضباط في مواعيد الدراسة والراحة .
بهذه المعطيات الثلاث استطاع الجميع ضبط إيقاع الحياة في العام الدراسي ،فلماذا لا نستطيع ضبط إيقاعنا في الإجازات وبقية الأيام التي لا دراسة فيها ؟
لا بد من تحديد أهداف لنا في الحياة ، ونضع خطة لتحقيقها ونكون منظمين في تنفيذها، إن استطعنا ذلك ستسير حياتنا بطريقة منتظمة وإنتاجية عالية أو سيكون لدينا جيل مبدع في كل نواحي الحياة ,وإن اتسمت حياتنا بالعفوية والفوضوية فلن نحقق شيئاً يذكر والدليل على ذلك ماعشناه جميعاً في الإجازة وما نراه الآن .
فهل حياتنا وأوقاتنا أرخص وأقل شأناً من الاعتناء بها ،كما نعتني بالعودة للمدارس ؟
منارالناعمة