بعد اختراع الكتابة في بلاد سومر بين النهرين جنوب العراق عام 3200ق.م,بدأ الإنسان الرافدي يجعل التدوين وسيلة لتلبية حاجاته الاقتصادية ,وما لبثت الكتابة أن تطورت وتجاوزت الاقتصاد والأغراض المادية لتطرق أبواباً أخرى سياسية واجتماعية وفكرية.
بهذه المقدمة الوصفية لتاريخ نشوء نصوص الحكمة بدأ الدكتور باسم جبور محاضرته في اتحاد الكتاب العرب في حمص بعنوان: “نصوص الحكمة في الشرق القديم” ورأى أن تلك النصوص هي عصارة التجارب الحياتية وخلاصة بحث دؤوب عن الحقيقة وماهية الوجود البشري ,وأدب الحكمة هو جامع لكل الأعمال التي تضع في أولويات أغراضها أهدافاً أخلاقية تربوية كالأمثال المنطوقة ,والقصص الدينية وحكايا الحيوانات والمناظرات والمحاورات الثنائية التي كانت تأتي على شكل مناظرات بين الحيوانات والنباتات أو الجماد فتدور بين طرفين يسعى كل منهما على إثبات حجته وتقديم برهانه وبيان فضله وتفوقه وأشهر هذه المناظرات :الثور والحصان والثعلب والذئب ,العصفور والسمكة .
وشرح الدكتور جبور الكثير من تلك الأمثلة ,وأسهب في الحديث عن المناظرة بين العبد وسيده وهي مناظرة توضح العلاقة بين الاثنين كما تطرق للحديث عن النصوص التي وصلت عن أحيقار الحكيم الذي كان مستشارا في بلاط الملكين الآشوريين “سنحاريب”و”أسرحدون” في القرن السابع ق.م والتي توضح عقمه وأنه تبنى ابن أخته وعلمه الحكمة ولكنه عندما كبر وشى به عند الملك لينال مكانته .
وختم بالقول : لقد اعتنى المستشرقون الغربيون بأدب الحكمة الرافدية فنشرت عشرات الدراسات حول تلك النصوص في أمريكا وأوربا .
وقد أثارت المحاضرة العديد من الأسئلة والنقاشات التي أجاب عنها الدكتور جبور .
متابعة : ميمونة العلي