يبدو أن تكرار الأزمات في حياة المواطن زادت من همومه ومعاناته , إذ يوماً بعد يوم تزداد أزمة الثقة حدة بينه و بين المتلاعبين بقوت يومه و مستلزمات حياته الضرورية لبقائه و استمراره على نحو صحيح…
بطلها الجديد سائق الصهريج الذي تورط بإفراغ صهريجه الممتلئ بمادة المازوت في إحدى القرى القريبة من المصفاة و استبدالها بالمياه لملء جيوبه من فرصة سنحت له و بحرفية مدهشة جعلتنا نستنتج أن الغش استشرى بشكل لا مثيل له تحت عنوان الاستهتار بالمواطن و حياته ، تمتد إليه يد السارق و الغشاش و الفاسد و مفتعل الأزمات والمحتكر للمواد الأساسية والذين تزداد أعدادهم يوما بعد يوم فغيّبوا ضمائرهم في مقابر الجشع و الطمع ليتربعوا على عرش الثراء السريع و ليحولوا المواطن إلى معمل لضخ الأموال إلى خزائنهم الممتلئة من خلال نفوسهم الضعيفة .
أولئك الذين يحاولون اللعب على حبال حاجاته ليضيقوا الخناق عليه و يحولون دون اكتشافه للمادة الأصلية من المقلدة أو المختلطة بأشياء أخرى وغير الصالحة للاستخدام…
المواطن يعود ربما بعد كل عاصفة جوية ليتفقد أشعة الشمس و هي ترسل خيوطها الذهبية تشعل جسده بومضة دفء بسيطة تغمره بشعور الاطمئنان و المؤقت الراقص على إيقاع الزمن المتعب ربما يستطيع البحث عن وسيلة ينتشل فيها أمله من خلال ما تجود به الطبيعة بعفويتها وبساطتها لإعادته إلى بر الأمان .
عفاف حلاس