الفنان خلدون شدود يقدم أعمالا بتقنية التشكيل بالمعدن تعكس رؤيته للواقع

تلمس النحات خلدون شدود طريقه الفني مع دراسته في كلية  الفنون الجملية  ليحدد من خلالها مساره  في مجال النحت  بتقديم أعمال بتقنية  التشكيل بالمعدن تعكس فلسفته ورؤيته للواقع .

 تجربة غنية

عن بداياته ونشاطاته الفنية قال : تجربتي في كلية الفنون الجميلة  كانت غنية جدا  والسنة الفارقة كانت سنة التخرج استغليتها بتعلم تقنية التشكيل بالمعدن لوجود مشغل للمعدن داخل الكلية، واستعملت النفايات المعدنية لتشكيل أعمال فنية بالمعدن باللحام الكهربائي و هذه  التقنية تعد من اقرب التقنيات إلى قلبي لأن مجال الابتكار فيها واسع جدا وتسمح للنحات بتنفيذ منطقه البصري بحرية أكبر بعيدا عن قوانين التوازن الفيزيائي لأن المعدن يتميز بالطواعية أثناء التشكيل والمتانة بعد الانتهاء من العمل ،ولكن للأسف لم تتكرر تجربتي مع المعدن لعدم  وجود مشغل إضافة لبدء الحرب على بلدنا الحبيب في الأشهر الأخيرة من تخرجي ، ولكن ذلك ساهم أيضا بإكمال شغفي بالفنون البصرية المختلفة من التصوير الفوتوغرافي الفني الذي يعتمد على التجريد إلى الفن الرقمي والرسم .

 الحلول التقنية

 وعن نشاطاته الفنية قال : شاركت في معرضين جماعيين في جامعة البعث خلال الحرب بأعمال من المعدن  كما شاركت في معرض كلية الفنون الجميلة بمدينة هامبورغ الألمانية بعدة أعمال تصوير فوتوغرافي إضافة إلى كتاب كولاج من الصور.

وأضاف : تجربتي الأكثر غنى بالنسبة لي هي تعلم فن النحت  وبدأت العمل في معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية بحمص بتعليم فن النحت والثقافة الفنية إضافة إلى التدريس في الملتقى الثقافي اليسوعي بحمص في قسم النحت ومازالت هذه التجربة الفنية مستمرة حتى الآن  ومؤخرا شاركت في معرض عبور كميسر ومشرف في قسم النحت على مدى شهر ونصف مع ملتقى هارموني الثقافي إضافة إلى مشاركتي بالمعرض بعمل منفذ بتقنية الجص المباشر واعتبر أن التعليم هو التجربة الأكثر غنى بالنسبة لي فقد اعتمدت أسلوب إتاحة المجال للطلاب بالتعامل مع مادة الصلصال بالأسلوب الذي يعبر عنهم دون فرض قوانين النحت الأكاديمي عليهم بل إدخال الحلول التقنية تدريجيا خلال الجلسات عند مواجهتهم لمشاكل تقنية وبذلك تترسخ قواعد النحت في ذاكرتهم كحلول وقواعد مساعدة لتعبيرهم البصري وليس كقوانين تحدد وتقف بوجه  الابتكار ,والنتائج من خلال هذه العملية كانت  مرضية  وجديدة وبعض الطلاب استطاعوا  إيجاد حلول وتقنيات جديدة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بأعمال بعيدة عن المألوف  و ما يميز فن النحت هو شموليته وتقاطعه الكبير مع الفنون البصرية الأخرى  والعلوم الهندسية والواقع  .

مخزون فكري 

 وأضاف : المهارات المكتسبة من هذا الفن والفهم البصري المختلف لكل ما حولنا من حجوم يزيد من فرص ممارسة النحات للفنون المختلفة بفهم أكبر إضافة إلى المرونة وسرعة التعلم  وإيجاد الحلول لمشاكل الحياة اليومية وهذا ما أضافه فن النحت إلى حياتي فقد عملت بمهن مختلفة و متنوعة  خلال العشر سنوات الماضية وكان للفن دائما دور كبير بأسلوب تعاملي وتعلمي وممارستي لهذه المهن  وأرى أننا كشعب سوري  نمتلك مخزونا فكريا وعاطفيا هائلا قابلا للاستغلال بالفنون على اختلاف أنواعها  وهذا المخزون يفتح لنا أبواب ابتكار مدارس فنية جديدة وأساليب جديدة وهويات فنية متنوعة .. فالفنون هي الأثر الحضاري الذي سيبقى ويساعد في البناء الفكري في المجتمع…  و الفن ضرورة وليس رفاهية  والدليل على ذلك الظهور الأول للفن في التاريخ الذي وجدناه وهو على جدران كهوف البشر و الرسم على جدران الكهوف كان  عاملا كبير في بقائنا … وبالنسبة لي فإن  التجربة والتعليم عملية مستمرة  وممارسة الفنون البصرية إن لم تكن مهنة فهي ضرورة .

الأثر العميق  

عن المواضيع التي يتناولها في منحوتاته قال :  الموضوع الرئيسي الذي بقي دائما في عقلي ومازال وهو قيد تجربة طويلة الأمد هو التصوير البصري للشخصية خصوصا الأثر العميق على تكوين شخصياتنا بعد الحرب على سورية.

هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار