كتبنا وما كتبنا وياخسارة ما كتبنا – عذراً السيدة فيروز – فكتابتنا تختلف عن رسائلك لكنها تلقى نفس المصير .
لا أعرف عدد المرات التي كتبنا فيها عن مشاكل ومعاناة المواطن مع باصات النقل الداخلي عشرات ..بل مئات المرات لا أملك إحصائية حالية ما أعرفه جيداً أنها ذهبت مع الريح .. فلا عين تقرأ ولا أذن تسمع ، عين السائق وأصحاب الشركات وآخرون من المعنيين بالأمر لا يرون في الراكب إلا عبارة عن خمسين ليرة سورية ، تتكدس الخمسينات وتملأ الباص من رأسه حتى أخمص قدميه ، وتزيد ( الغلّة ) حتى لو تعلقت الخمسين برجل على الباب والأخرى في الهواء .. لا يهم … لا يهم الازدحام وحمولة الباص الزائدة عن قدرته الاستيعابية .. المهم الحصيلة وعدد الخمسينات .
هذه المرة لا نريد شيئاً من أصحاب الأمر . ولا نطالبهم بأي إجراء فلا خير في من لا يستحي من الناس ما نريده هو من أنفسنا ، أن نرفق بأنفسنا ونحافظ على جزء من كرامتنا المهدورة وقوفاً وتدافشاً ، فاحترام الذات هو أكبر محرك للنفوس العزيزة .
نريد الامتناع عن صعود الباص وقوفاً ، فإما لكل مكانه أو لا ، حتى لوكان الثمن التأخر عن الدوام أو الموعد والعمل أو يمتنع الواقف من شراء التذكرة والحجة كافية ووافية ، الوقوف هو نصف حل ونحن لا نختارأنصاف الحلول ولا نقف في منتصف الحقيقة والأمور تنجح إذا كان وراءها نفوس تضج حيوية .
شيئاً فشيئاً تصبح عادة وقانوناً يلتزم به أصحاب رؤوس الأموال لشركات النقل الخاصة هي مجرد فكرة لحل أظنه سيجدي نفعاً ..
ذكاء اليوسف