تعتبر باصات النقل الداخلي وسيلة نقل مهمة في مدينة حمص ،كانت تعمل منذ سنوات على تلبية احتياجات المواطنين وتوفير الراحة لهم ..
أما اليوم ومع ازدياد كثافة السكان ،وانتقال الكثير من المواطنين من الريف إلى المدينة، باتت الحالة مزرية ،ليس فقط لأن الازدحام على المواقف بات شديداً ،ولا لأن التدافش والانتظار الطويل لساعات تحت أشعة الشمس صيفاً وبرودة الطقس شتاء خاصة في أوقات الذروة وخروج الموظفين من وظائفهم هو عنوان المشهد ولست هنا بصدد القول بأن الصورة داخل الباص تشبه خلية نحل بالكاد يجد المرء لنفسه مكاناً يقف فيه أو يتنفس ،إذ أن الواقفين فيه أكثر من الجالسين ..
لكن صوتي سأضمه إلى أصوات أخرى تخرج من نبع واحد وتصب في مجرى وحيد ليشكل السؤال الذي يغلي في الصدور:
بعد ذلك الانتظار الطويل ،لماذا لا يلتزم بعض سائقي باصات النقل الداخلي بالوقوف على المواقف الرسمية المخصصة لهم حتى ولو كان الباص شبه فارغ ليترك وراءه أرتال الواقفين بل يتابع الباص طريقه وكأن شيئاً لم يكن ؟….
مع أن أغلب المواطنين تحظى لديهم تلك الوسيلة من النقل العام باهتمام كبير يخوضون معارك ضارية للوصول إليها والتي بات أغلبها كلوحة أثرية لم تستجب لتحولات المدينة وزحامها ،كما أن عدد الباصات قليل لا يلبي حاجة جميع الأحياء بخدماته ،وأغلب الأحياء لا يصلها أي باص نقل داخلي .. هي ملاحظات يومية تعبر عن الهم العام ربما يصل بعضها إلى الجهات المعنية على الرغم من أن هذه الشكاوى جميعها قد فقدت حرارتها ،وباتت من المنسيات ،وكلها مطالب محقة في نهاية المطاف ….
عفاف حلاس