احتلت المرأة مكان الصدارة في الدراسات النفسية والاجتماعية الحديثة وشغلت حيزا كبيرا في القصة والرواية والمسرح والمقالة،لكن المساحة التي شغلتها المرأة في الشعر مساحة واسعة فقد كانت وما تزال سيدة الدواوين وربة الشعر ومليكة القوافي وملهمة الوحي , بهذه المقدمة التأريخية لمكانة المرأة في الأدب ،بدأ الباحث قصي أتاسي محاضرته بعنوان :(من صور المرأة في الشعر الحديث) في مقر رابطة الخريجين الجامعيين ,وأضاف أن صورة المرأة في الشعر القديم قد تم تناولها كثيرا في معرض دراسة الغزل وفنونه وألوانه ومدارسه وتطوره، وأن ما يقصده في عنوان المحاضرة الشعر الحديث هنا المعنى الزمني البحت،لا المعنى المتصل بالمدارس و المذاهب الأدبية،وأوضح أن صورة المرأة تختلف أحيانا لدى الشاعر ذاته فتراه ينوس من موقف إلى آخر.
بعد ذلك عدد الأتاسي مجموعة من صور المرأة منها :(المرأة المثال الملهمة الموحية ،ثم المرأة الكيان الحسي ،ثم المرأة الكائن المسحوق الخاضع لتسلط الذكر فهي جارية بين حريم السلطان ،ثم المرأة المذبوحة بسكين الشرف ،وصولا إلى المرأة في الشعر الراهن ،إذ تستمد ملامحها من موقف حضاري سلاحه الوعي الملتزم بالولاء للحياة والإنسان والتقدم ،لذلك المرأة في الشعر الجديد ليست حبيبة أو عشيقة وليست قضية منفصلة نعالج زواجها وطلاقها ،بل هي هم إنساني حياتي يلتحم مع سائر الهموم ويذوب فيها ،وقد حرضت المحاضرة أسئلة ونقاشات كثيرة أغنت المحاضرة سيما تلك الشواهد الشعرية الحية التي دعم بها الكاتب لأساسات بحثه، عله يفتح طريقا للبحث والتدبر.
متابعة :ميمونة العلي