سألتْه : متى تنتهي كرومُ الكلام ؟
قال : حين تجفُّ عناقيدُ المشاعر
صباحَ مالا
يَجفّ
*******
طالَ غيابُها,…
حين رأتْه طالعتْها عينان باديَتان ،
مقْفِرتان ،
ارْتَعدتْ ، ..
ضمَّتْه بحنان ،
وذرَفَت غيمتين ،
فامتلأت الباديةُ بالرّبيع والغزلان ،
*******
سألها بِتوْق : ” منذ كمْ تعارفْنا “؟
شَعَّتْ عيناها بحنين العسل للشّهْد
وقالتْ :” منذُ خلِقْتُ ” ،
امتلأتِ السّماواتُ بالغيوم المَطيرة ،
والأرضُ
بشهْوة الأعشاب ،
والزّرْقةُ بالقَطا ،…
*******
نادَتْه : ” ياحلو ” ،..
فامْتَلَأَت الجِرارُ بالعسل ،
وصَفَّقت الطّيور ،
وتشابكت المناقير
*******
تَفَقَّدَ وُعولَ قلبه ،
فاجأهُ طُفورُ الابتهاجِ العالي ،
– ” مَنْ وَهَبَها كلَّ هذا الحنان”؟!!
أومَأتْ زهرةُ سوسن ،
انتَبَهَ أنَها كانت ترتعُ في حقول الألفة ،
******* استيقظَ وباكَرَ حقولَ قلبه ،
فطالَعه بُرْعمُ الحنين ،
فأدْرَكَ أنّه مازال يقرأ في سورة
الشّوق ،
*******
لا أدري لماذا في العديد من الأوقات ،
كلّما حدّقتُ في بزوغ الفجر
داهمني البكاء ،
ربّما لأنّه سيكون وقت رحيلي ،
صباح البزوغ ،
*******
آخِرُ وردةٍ جوريّة صادفْتُها قالتْ لي :
إذا لم توقظْكَ حبيبتُك
ظلّ نائماً،
فصَدَّقْتُها ،
وهاأنا نائمٌ ولا يعرفُ الأطّبّاءُ
مابي *******
قمْ ياحبيبي، فقد اسٍتيقظت الأشواقُ،
والأزاهيرُ، والبراري العالية وأنت نائم
*******
تَنقص أعمارُنا وأذْواقُنا بقدر انقطاعنا
*******
كتبتْ له في يوم العيد:
” لاتُوقظوا الصّمت، لاتجبروا عظام الكلمات،
فمنذ أن رأيتُ سرَّ الملح في الدّمع والعيد
يتمدّد على مائدتي .. سمكة ميتة،
لكم حبي
*******
بعد يومين اغتنم فرصة أن يكتب لها:
اللّهفة لاتحتاج لِمَن يوقظها،
وكلمات القلب قد تتألّم،
ولكنّها لاتنكسر،
والملح في الدّمع والبحر هو ملح الأجِنّة،
*******
قد تطوّقنا مجريات الحياة ،
ولكنّها لاتصل إلى الأعماق،
فالجوّانيّ لِمن نعشق،
*******
سأقفُ قريباً لكي لا تشعري بالوحشة حين
تستيقظين
فأنا بانتظارك
على أوّل شارع اللّهفة
*******
لقد خَسِرتُ كلَّ الصباحات التي
أبْعدتْني عنكِ،
فأنا رجلُ الخسارات،
صباح الانتباه
*******
تَفَقّدي الطيور َ التي آبتْ مساءً،
لأنّني لم أجد طائرَ قلبي،
فهل هو عندكم؟
………………
( اتّصلتْ هاتفيّاً وأنبأتْني أنّها
قد أرسلتّه ، وطلبتْ منه ألاّ يتأخّر
لكيلا نبحث عنه في تلك الشوارع ،
وعلى أبواب الدّور….)
*******
الأيّامُ الباردة تُعَمِّق إحساسي بالوحدة،
والغربة، والحنين لِما لاأعرف،
صباح دفء القلوب
*******
رائعٌ ومُدهش هو الضّباب في الصّباح،
وأجمل منه صفاء القلوب ،
صباح الصّفاء
*******
أُخرجي إلى البريّة، وابحثي عن أوّل
زهرة تتفتّح
فسأكون فيها،
صباح التّفتّح
*******
حينّ نستيقظ في البواكير ، ولا
نُغدِقُ أفراحَنا على الكائنات ..
يحزنُ العشّاق ،
*******
حين لايتواصلُ العشاقُ تنحبس
الأمطار ،
*******
لو علمت المسافاتُ الفاصلة بما في القلوب لَاشتعلتْ
بالحنين
*******
ثمّة قرينة ( لالا) حفظْتُها طفلا تقول:
” نَسّم نُسوم الغربي
كُلْشي حلو بأوانو “
واعتقدتُ أنّ ذلك ينطبق على مواسم الفواكه،
الآن بعد زمن طويل في المشاعر أكتشف أنّ ثمّة أشياء
( حُلوة) في كلّ آن….
********
كنتُ قبل سنّ الشيخوخة مُقبِلاً على السهر والنّغم، فأنا
طروب بطبعي، يسحرني الغناء الأصيل، غناء الأرياف
الجارح، كما غناء المُدُن المُتقَن الغنيّ، وحين يبلغ
الطرب سقفه العالي، بمرافقة العود او البزق أو القانون
تأخذني هزّة في الأعماق، لاأجد تعبيرا لها إلاّ البكاء فأبكي
طربا…
عبد الكريم الناعم