بعد أن خاض الكثير من ذوي الاهتمام كالصحفيين و التربويين وغيرهم في مساوئ الدروس الخصوصية وسلبياتها ، كونها ترسخ فكرة الاتكالية لدى الطالب وتكلف الأهالي مبالغ باهظة هم بأمس الحاجة إليها في ظل ظروف معيشية صعبة ..
لتطفو على السطح مشكلة الاستعانة بالملخصات الجاهزة للكتب المدرسية والتي تباع في الأسواق ، يجد فيها الطالب وسيلة مريحة في الدراسة وحفظ المنهاج بشكل مختصر من خلال صفحات موجزة ، تعطي انطباعاً مبدئياً بأنها قد تساعد في إقالة تعثره في بداية العام وتقصيره في قراءة المنهاج ، لكنها في الحقيقة تبعد الطالب عن مناقشة أفكار الكتاب المدرسي الأساسية والهامة والاستفادة منها لاستخراج زبدتها ، إذ ما هي في الحقيقة إلا بقايا مجردة غير مهمة للمنهاج لا تغني ولا تسمن من جوع ، وربما يلجأ الطلاب إليها في غفلة عن عيون ذويهم لتعطلهم عن متابعة الدروس في المدرسة ومن أخذ المعلومة من المدرس نفسه ، فتكون النتيجة في النهاية قاسية ومفاجئة توقع الطالب في شرماجنته يداه وما صنعته له بعض النفوس المريضة والضعيفة والشرهة لجمع المال ، الذين ابتدعوا تلك الملخصات للمتاجرة بها يشكل غير قانوني وغير سليم يقع الطالب في النهاية ضحيتها ، كونها تقدم له معلومات ناقصة ومغلوطة ومليئة بالأخطاء ، تودي به إلى الفشل الدراسي الذريع ، كون واضعوها ليسوا من ذوي الاختصاص وهم بعيدون كل البعد عن المنهاج ..
فيبقى الملخص الذي يعده الطالب بنفسه هو الأكثر فائدة وقيمة ونضجا لأنه يقرأ كتابه المدرسي المخصص له ويفهمه ويجمع الأفكار التي يركز عليها المدرس ومن ثم يحدد الأفكار الرئيسية فيه ويميز الأفكار المهمة عن غير المهمة بعد أن يستوعب الفكرة ويرتب أفكاره حسب أهميتها ، ليمحو بذلك كل أثر لهموم تشعب المنهاج وتوسعه ..
ولذلك فمن الضروري بمكان محاسبة مروجي تلك الملخصات الجاهزة وجمع ما أمكن منها من المكتبات حتى تكون بعيدة عن متناول الطلاب الذين نراهم يبتعدون يوماً بعد يوم عن التفاعل مع المدرس داخل الصف بل ويعزفون عن البحث والتفكير في استعادة حيوية المنهاج والاحتفاظ بالجذوة فيه ..
عفاف حلاس