مرة أخرى أتوه في عينيك أحتمي بجدائلك أرتل اسمك حروفاً لها وقعها في القلب و العقل ألقي تحية الصباح و أي صباح أجمل من صباحاتك و أية شمس أنقى و أبهى و أقوى من شمسك .
كل الدروب تفضي إليك و كل فصول العشق لا تفيك حقك و كل كلمات الشوق و الحنين تقف عاجزة عن البوح عن رقصة القلب و هيام الروح بك ..!!
لعلك لا تذكرينني و لن تفعلي ..الحق معك فكيف تذكرين ملايين العشاق الذين يكحلون أعينهم بلقياك الذين تسحرينهم من أول نظرة فيصير حبك زاداً لهم أينما ذهبوا و حيثما حلوا ..
ألا تذكرين يا سيدة الدنيا ذلك الفتى الذي اعتاد أن يتوه في شوارعك متأبطاً بعض الكتب الجامعية و في جيبه نقود قليلة لعله يجد ما يسد رمقه بها بعد نهار حافل بالمحاضرات الجامعية !! أنت من بين مدن الدنيا تأسرين القلب و الروح
بائع الشاورما العجوز في المحل الشهير في الحجاز لم يعد يتصدر محله ،أولاده يقولون انه مات و أورثهم ما يملك… أكاد اعتذر عن تناول الشاورما بعدما سمعت بخبر موته أشهر و أقدم محل للشاورما في العاصمة مشهور بأمانته و نظافته و جمال كلماته و قد عرفني عليه زميل الدراسة الجامعية نضال قبلان المذيع و السفير فيما بعد!! سيقول لي نضال بعد سنوات لو أنك عملت بعد التخرج هنا في دمشق فربما كان وضعك أفضل و أقول له عشقي لدمشق لا يلغي عشقي لقريتي و لحمص العدية.
ازدحام ساعة الظهيرة له ما يبرره في عاصمة تمور بالحياة منذ خمسة آلاف سنة أقدم مدينة مأهولة في الدنيا أن تمشي ربما أفضل بكثير من استخدام السيارة و هكذا أمضي من الحميدية إلى المركز الثقافي في أبي رمانة مشيا ينسيني التعب فرح كبير و شعور بالزهو لا يمكن لي وصفه بكلمات …!!
صدق الجواهري و كل الشعراء الذين بعدما كحلوا أعينهم بلقياك و شربوا ماءك حبروا قصائدهم فيك بدموع الفرح و دم القلب ثم ألقوا أقلامهم و أوراقهم و قالوا إنهم لم يفوك حقك على الرغم من كل قصائدهم المعلقة في جيدك و على سلم أمجادك !!
دمشق قلب العروبة النابض قالها جمال عبد الناصر و كثيرون ،رمز لصمود العرب بوجه الأعداء من أربع جهات الأرض قد يختلف العرب على كل شيء
لكنهم عندما يضعون أيديهم على ضمائرهم يقولون إن دمشق رمز لكرامتهم و شرفهم …فيعودون إليها كما يعود الولد العاق إلى أمه دمشق سلام عليك.
عيسى إسماعيل