نالت رواية “سالب موجب” المركز الأول في مصر بعد أن شاركت بمسابقة إحدى دور النشر والتوزيع وهي من تأليف الروائية رويدا تميم ،وتدور أحداثها في مشفى الأمراض العقلية والنفسية وتتناول الشخصيات التي تقطن في ذلك المكان فلكل شخصية عالمها الخاص بها قبل الوصول إلى هذا المكان المنعزل عن الحياة التي تعج بالأحلام … تتضح تلك القصص من خلال الدراسة التي تقوم بها سراب وتستطيع الدخول بها إلى المشفى والتعرف على السيدات اللواتي يقبعن خلف تلك الجدران … تتضح الكثير من قصص الخوف والكبرياء والقوة و الضعف خلال تلك الرواية ، تنتقل القصص مابين الحياة العائلية ووجود من يعاني من احتياجات خاصة منذ الولادة … والمشاكل العائلية إلى قصة حب و ما تتركه من بصمات حيث تدورالأحداث بين المنازل في مجتمع يعج بالأحداث .
تقول المؤلفة: نحن نعيش ضمن معادلة رياضيه، ضمن تصنيفات ثنائية، والجميع في النهاية قطب سالب وموجب في اللحظة ذاتها ، وتضيف: أثناء دراستي لمادة الجريمة في كلية الحقوق أذهلني عنوان الجريمة الإيجابية لوصف الجريمة التامة، وبعد فترة فاجأني أيضا إلصاق تهمة الإيجاب عند الحصول على أي تحليل للأمراض، فقد تصدر عنوان النتيجة الإيجابية لكل من أصابه المرض ، وهنا أيقنت أن هذا التعبير ليس حكراً على الأشياء الجيدة وتتوصل ( تميم ) إلى أننا نعيش ضمن معادلة رياضية ، والطبيعة البشرية بحد ذاتها تسلب و تعطي في الوقت ذاته,وتضيف أن الهدف من روايتها الثانية كان الحث على إيجاد جواب مقنع للعديد من الأسئلة وأهمها بأي منطق نُلصق تهمة الإيجاب بالأشياء السلبية؟! و بأي حق نبتر أصابع السعادة لدى الآخرين؟! من يُنصف النساء اللواتي يقبعن في زنزانة الخوف؟! إننا نسير باتجاه أقدرانا إما ونحن في لحظة القوة المولودة من الضعف، نحتالُ وننجو، أو في لحظة الضعف المنبعث من القوة، نخسرُ فرصَ النجاة ونحن نلهو.
وعن اختيار مكان الأحداث قالت : اخترت المكان الذي تتمحور فيه أحداث الرواية مابين غرف المشفى، على أسرة المرضى، المرضى الذين خدعتهم عقولهم وخانتهم استطاعة النفس البشرية على التحمل, مشفى الأمراض العقلية والنفسية، المكان الذي تختبئ به طقوس الحياة التي لا احد يعرفها سوى قاطنيه.
تعددت الشخصيات في سالب وموجب ، وتعددت الأسماء، وتعدد الحزن الماكث فوق التفاصيل الصغيرة والكبيرة ، هناك وجع كبير يعتصر في منزل شمس إحدى الشخصيات الفاعلة في الرواية، التي وصفت حال إخوتها و أمها بأنها الأم التي كُتب عليها أن تحملهم في رحمها أجنةً، و على ظهرها رجالاً.
مابين سطور سالب وموجب نصيب للحب، الأمل، الخوف، الكورونا وحتى للحرب فهي مزيجٌ من السالب والموجب الذي يحيط بنا ،وتشبّه المؤلفة ما تقوم به بقوس القزح، فروايتها الأولى (الحب حتى إشعار آخر) كان القوس الأول وكان له لون الحب ، أما روايتها الثانية (سالب موجب) فلها لون مختلف، وهذا ما تسعى إليه حسب تعبيرها. وعن فوز روايتها بالمركز الأول قالت : كان شعور الفوز رائعاً، و قد زادت سعادتي عندما شاهدت أني أتصدر القائمة من بين البلدان العربية.
عبد الحكيم مرزوق