على ما يبدو أن أزمة النقل وخاصة بين المدينة والريف أصبحت عصية على الحل ولم تستطع الجهات المعنية أن تتوصل لحلول تريح المواطنين من هذه المعاناة اليومية التي يعيشونها وباتت تشكل هاجساً حقيقياً للموظفين وطلاب الجامعة الذين يضطرون للتأخر عن أعمالهم وجامعاتهم صباحاً وعن منازلهم مساء .
والملاحظ أن أزمة النقل التي طالت عشرات السنين لم تتغير بل تفاقمت وأخذت طابع الهم اليومي مشكلة ضغطاً نفسياً وعبئاً مادياً كبيراً خاصة في ظل الظروف المعيشية الحالية عدا عن هدر الوقت واستغلال أصحاب السرافيس لهم ،فأين الجدية في المعالجة وأين الرقابة على قضايا خدمية بسيطة ولم كل هذه اللامبالاة والتبرير المتواصل للأسباب ؟!
منغصات ومشاكل يومية لا يشعر فيها ولا يلحظها إلا من يضطر لاستخدام وسائل النقل خاصة أثناء الذروة صباحاً وبعد الظهر حيث لا يخلو خط سير في الريف القريب والبعيد إلا وتظهر على طرقاته المآسي والمشاكل وهي تنتظر رحمة الجهات المعنية التي عجزت حتى الآن وللأسف عن إيجاد حل منطقي يريح آلاف المواطنين، ولو أردنا توصيف المشكلة يمكن أن نوجزها بعدة نقاط أولها :قلة السرافيس العاملة والحمولة الزائدة حيث يقوم السائقون بوضع أربعة ركاب في المقعد بدلاً من ثلاثة وابتزاز الركاب بدفع أجور زائدة وخاصة في فترة بعد الظهر وعدم التزام أغلب السائقين بمواعيد المناوبات ويصبح الركاب عرضة للابتزاز من سائقي خطوط أخرى الذين يطلبون منهم أجرة مضاعفة ، ويضطر المواطنون للرضوخ ليتمكنوا من الوصول إلى قراهم والمتضرر الوحيد في هذه الحالة المواطن.
رغم وجود تسعيرة واضحة للخطوط إلا أن السائقين لا يلتزمون بها لذلك يضطر المواطن لدفع ما يطلبه السائق وإذا تجرأ واشتكى أو جادل لن يجد في اليوم الثاني من يقله ولن يحصد إلا الخيبة والمرارة وطبعاً هذه التعرفة المرتفعة أصبحت تشكل عبئاً مادياً يرهق كاهل الأسر خاصة التي لديها أكثر من ولد في الجامعة حيث تضطر لتخصيص أكثر من نصف الراتب في ظل عجزها عن استئجار غرفة في المدينة والتي حلقت عاليا بدورها.
وإذا انتقلنا إلى داخل المدينة نجد أن المنغصات نفسها وإن كانت بدرجة أقل وأهمها الازدحام الكبير وعدم انتظام مواعيد الباصات وقلة عددها والانتظار الطويل ، ونلحظ هذه المشاهد أمام جامعة البعث حيث نشاهد طوابير من الطلبة والموظفين خاصة في فترتي الذروة يتدافشون للظفر بمقعد ، هذا الوضع يوتر الأعصاب ويرهق النفوس ، وفي حال الاضطرار لاستقلال تكسي نجد أن أصحابها لا يلتزمون بتشغيل العداد ولا بالتعرفة المحددة بحجج قد يكون بعضها منطقياً لكن ما ذنب المواطن المغلوب على أمره؟!
بالمختصر نقول : مشكلة النقل معاناة يومية للمواطن سواء في المدينة أو الريف وعامل إضافي للتعب والإرهاق ، وبين الأسباب والنتائج ينتظر المواطنون حلولاً منطقية بأي أسلوب أو طريقة فهل سيلمس المواطن ذلك قريباً أم أنها ستطول لسنوات قادمة مع مزيد من اللامبالاة !!
محمد قربيش