لعلّ شهقة الحياة حين تَدُبّ في أنفاس ولادة لمولود وهي تبدأ استهلالها ببكاء تُعطي ملمحا ً لجانب ٍ وظيفي الدّلالة في المعطى المادي لكينونة الحياة في حيثيتها بُعدا ً ماديا ً مكثفا ً ، وآخر عميق الدلالة في قراءات ٍ وقراءات وتأويلات ٍ هي صدى لوعي الإنسان في الانتباه والإدراك والتأمل ، وعلى مدارج العمر ، ومفارق الظروف ، وصروف الأيام ثمة إشراقات تبلسم تأوهات ، وما بين مدّ وجزر ثمة مثخنات جراح تنطق بها مآق ٍ على خدّ أسيل ، لألاؤها نداء الضياء على صقيلها ولكأنها دُررٌ تفيض بحرقة وجدّ أو مواجع أحزان ، لكأنها حكاية العيون وقد اصطلت الحنايا والضلوع بجذوة أشعلتها وقدة في وجدان فجاءت بها ، وكأس من خمرة أحزان تفيض بها الروح ، وقد عزّ الكلام أو صدى ً لاجتلاء سارحات أفكارٍ وفِكر في اتساع تأملات تقولها كلمات ٌ ، هي بنات الشفاه الواعيات ضمن سردية تتابع الأيام على تعاقب الأعمار وجنبات ظروف ٍ واتساع حياة . هي الحياة على مطلول مراميها نسغ تجدد يستجمع ثنائية العقل والوجدان ما بين الخاص والعام ضمن تكثيف من ايماءات ٍ تُلوّح بأفانين من ذكريات وواقع حال ، والمرء في سكناه كينونة من دلالة حضور ٍ كامن ٌ ما بين دمعة ٍ وابتسامة ، لكنه ينشد السّعادة لتكون إشراقة أصباح متتالية ونباريس من أنوار على مطالع عتبات كل ّ فعل ٍ وعمل ٍ وسلوك عساه يزدهي بأفراح الطمأنينة وقد شدّ الرّكاب صوب أهداف ٍ وغايات يحدوه تمّيزٌ في كدّ ومثابرة في عمل ونبوغ في أداء ، وابتكار في جديد لتكون السعادة غيمة من نور ، وعمامة من فرح ، مدى ذلك كلّه طموحٌ يحتضن سعادة معنى : أن نكون . فالسعادة نسبية تحاكي الظروف في ذلك والبيئة والمناخ والصحة والواقع وعوالم تحفّ بالمرء من كلّ حَدَب ٍ وصوب وتراها تغدو أنغاما ً على قيثارة فروق ٍ فردية ، لا يخفى مقدرات المرء من دور ٍ وكذلك لاستجاباته واستجابات الحياة وبعض ظروف ٍ ربما تكون مواتية أو تعاكس مراكب َ غابت عنها نسمات رهيفة في ملاوعة حظوظ ٍ أو ظروف من غير أن تغيب عنها تحديات في أحضان الريح هي السعادة فرح الحضور في لقاء الناس توهج تقدير وتسام ٍ في تكامل محبة وغنى تفاعل بنّاء في رسم معالم الحياة الممتدة صوب َ الآتي دوام خير ، واتساق جمال ٍ متوج ٍ بسطوع يحاكي سمو العلا وهي السعادة في حراك الحياة تناغم تواصل وتعاضد نتاجات تترافد فيما بينها خيرا ً للجميع محبّة وحبّا ً وتسامحا ً ونبالة رقيّ في لهفات العزّ دنيا من واحات ٍ في مواجد كل عطاء . هي السعادة مهارة فردية في تمكينٍ لاعتدال مزاج وسعي دؤوب إلى ثراء في ثقافة ، مداها آفاق علوم ودراسات وأبحاث ومعارف في هندسة الفكر والتربية والتذوق والاستيعاب وإدراك مهارات الحياة وقدرات المرء لذاته والسّعادة بغيره ثقة ً ووعيا ً يكتنز وعيا ً تكاملي الأبعاد في شرف الانتماء لشهامة حياة في رقي مجتمع وعظمة انتماء في سمو وطن ، هو نحن جميعا ً . هي السعادة وهج الثقة بالذات قدرات وإمكانات ومعارف وحضور وفرح عطاء ٍ وعمل وأداء نوعي وتفاعل خلاّق وتطلع صوب رؤىً مستقبلية نوافذها كلّ سعة في ذهنية منفتحة تقرأ الحياة حضورا ً وسطورا ً ما اتسع لها ذلك في مكامن كل ّ حرف ٍ ونغم ٍ وتفكير وعلم . هي السعادة لقاء الإنسان بأخيه الإنسان فيض اغتباط يزهو به الخير بسّاماً على مُحيا وجوه ٍ لها المدى كل إشراق .
نزار بدور