لو أراد أحدنا القيام بجولة اطلاعية على واقع الشوارع في أحياء حمص الجنوبية لوجد أن في كل شارع من الحفر ما يجعل المطلع يظن نفسه أنه في أراضٍ أو طرق زراعية مهملة ، عدا عن عدد كبير من ريكارات المياه والصرف الصحي بلا أغطية فتكون مصائد للمشاة وللسيارات ، وتشكل تلك الحفر بحيرات من المياه والوحول بسبب غياب الإسفلت عن الشوارع أو تصدّع بعض أجزائها لأنها معبدة منذ سنوات عديدة ، وما زاد الطين بلةً أنها جميعها مؤهلة دون تحقيق أدنى المواصفات الفنية التي تجعلها في حالة جيدة مهما طال الزمن ، ومعظم هذه الشوارع بلا أرصفة ، ويرى القائم بهذه الجولة الاطلاعية شوارع عديدة تم استبدال شبكات الصرف الصحي في الصيف الماضي ولم يتم إعادة تعبيدها ، ما زاد وضع الشوارع تفاقماً « في فصل الشتاء وحولاً وفي فصل الصيف غباراً» ، مع العلم أن سكان هذه الأحياء يقومون بدفع كل التزاماتهم المالية المطلوبة منهم ، فهؤلاء ألا يستحقون شوارع معبدة وشبكات صرف صحي ممتازة وخدمات مختلفة يدفعون ثمنها مسبقاً ؟ ولا تحتاج هذه المطالب والضرورات إلا لمجلس بلدي يتلافى هذه الثغرات ، لأن لدى مجلس المدينة كل الأدوات والوسائل والكوادر البشرية وغير البشرية والآليات التي تستطيع إنجاز هذه الخدمات لأناسٍ قدموا الغالي والنفيس لحماية الوطن من هذه الهجمة البربرية التي تعرض لها وطننا الغالي من أعداء الشعوب والإنسانية ، أرادوا تحطيم إرادة هذا الشعب الجبار صاحب أعرق حضارة مدنية في تاريخ البشرية لإعادته إلى نقطة الصفر ، بعد أن ناضل هذا الشعب العظيم خلال عشرات السنين لإعادة الحيوية لهذه الحضارة ووصلت فيه سورية لمرحلة ممتازة من البناء والعمران بجهد أبنائها بالرغم من كل الضغوطات الخارجية والحروب التي تعرضت لها ، فهل سيظل هذا الإهمال لتلك الأحياء.
صالح سلمان