أقام فرع اتحاد الكتاب العرب حفلاً تأبينياً للراحل الدكتور رضوان قضماني ,عضو اتحاد الكتاب العرب “جمعية النقد” .
بدأ حفل التأبين الشاعر طالب هماش بقصيدة مهداة إلى روح الراحل عنونها بـ: رحل الغريب الراهب ,تحدث فيها عن الذكريات المشتركة التي تركها الراحل قضماني في نفوس أصدقائه وزملائه ومن أجواء قصيدته نفتطف:رحل الغريب الراهب/وعلى السطوح أمامهم في البحر أنا الشريد الغائب /أرنو إلى رتل المراكب في المغيب مفكراً بأواخر الأيام /تملؤني بعاطفة الأسى روحي /فتغرقني المواجع والعيون /أرنو ضريراً متعباً لأواخر الأسراب تخفق كالقوافي السود في أفق المنافي الجائعة /تتقطر الدمعات من جرحنا المفتوح /فارفع حبل وداعك للأحبة /إن حبل نجاتنا مقطوع .
وتجلى الوفاء للمعلم في أسمى معانيه في مشاركة الدكتور هايل الطالب متحدثا بلغة علمية – كما كان الراحل يحب – عن مناقب الدكتور رضوان قضماني الإنسانية والأكاديمية ,مبيناً أنه كان من أوائل الدارسين لعلم اللسانيات في سورية ويمثل الجيل الثاني للذين درسوا اللسانيات عربياً وأضاف:لو تأملنا بدقة عدد المشتغلين في اللسانيات,لوجدنا أنه عدد نادر ,لذلك كان للدكتور قضماني قصب السبق في التعريف بعلم اللسانيات ,والتعريف بأعلام الدرس اللساني لا سيما الروس منهم في كتابه الموسوم بـ:”الجهود اللسانية الروسية ,كما اهتم الراحل بوظائف اللغة عند تشومسكي وركز على المهام التواصلية لعلم اللسانيات مغنياً هذا الحقل بكتابين هما : وقفات مع علم اللسانيات ,الذي امتاز بالطرح الوجداني وتقريب مفاهيم هذا النهج من الناس ,وكتاب مبادئ اللسانيات الذي يدرس في جامعة البعث ,ورأى الدكتور هايل الطالب أن للراحل قضماني جهود مهمة في الدراسة الصوتية للغة ,ودراسة الأنماط التنغيمية الموجودة في اللغة العربية ودعم ذلك مخبرياً,وكذلك له جهود كبيرة في الانتقال إلى المستوى الدلالي في دراسة النصوص مركزاً على أزمة الدرس اللساني وغربة هذا المنهج ,كما تحدث عن الخدمة الكبرى التي قدمها الراحل قضماني لعلم اللسانيات من خلال برنامج إذاعي قدمه الراحل لسنوات عديدة بعنوان: (وقفات لسانية) حاز الجائزة الذهبية في مهرجان إذاعي في القاهرة.
وختم حديثه بأن الأمل معقود على طلاب الدكتور قضماني في تطوير هذا الجانب المهم من الدراسات اللسانية لأن الراحل أسس لهذا العلم لينمو ويزدهر .
من دمشق حضر الدكتور عمر شيخ الشباب ليشارك في حفل التأبين فقال: صفات عديدة ميزت الراحل من غيره من الأكاديميين وهي الحس الفكاهي والإنسانية فكان رجل ثقافة وعلم يساعد بسخاء كل مريديه حتى انه كان كريماً جداً في علمه وطعامه …
رحم الله الدكتور رضوان قضماني وقد تجلى هذا الوفاء بالحضور النوعي والكمي الذين قرؤوا الإعلان عن حفل التأبين وحضروا رغم الطقس البارد .
متابعة : ميمونة العلي