تحية الصباح… عيد الإذاعة …!!

كثيرون لا يعرفون أن الثالث عشر من شهر شباط هو عيد الإذاعة ، بموجب قرار المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم / اليونيسكو/ الصادر عام 2011 , و يبدو أن الاهتمام والاحتفال  مهما كان نوعه  بعيد الحب جذب الأنظار إليه والاهتمام به بعيداً عن اليوم السابق له …”عيد الإذاعة المسموعة”.

لعل الوسيلة الثقافية والتربوية الأولى التي استطاعت الوصول إلى أكبر عدد من الناس في أوائل القرن الماضي هي الإذاعة ، التي بدأت تغطي مساحة عدة كيلو مترات مربعة ثم تطورت وأصبحت تغطي بلداناً أو عدة بلدان.

 جهاز المذياع الكبير الذي لم يمتلكه سوى الميوسورن في قريتنا وعددهم لا يتجاوز الثلاثة ،  كانت مضافاتهم محط الأنظار ومكان السهرة وما يسر ، هو ذلك الجهاز الذي يشبه صندوقاً صغيراً وبجانبه بطارية كبيرة تمده بالطاقة كي يعمل كنا صغاراً في بداية ستينات القرن الماضي عندما كنا نسترق  السمع من نافذة المنزول إلى المذياع حيث يبث الأخبار والأغاني .

 أما في شهر رمضان المبارك فكنا نرسل من قبل أهلنا لننتظر أمام منزل / أبي إسماعيل / رحمه الله تعالى كي نسمع آذان المغرب معلناً وقت الإفطار ، فنمضي راكضين إلى أهلنا لنقول ” لقد رفع الآذان …!!/ وقبل الآذان كنا نستمع بخشوع لآيات الذكر الحكيم يتلوها المرحوم عبد الباسط عبد الصمد أو المرحوم محمود خليل الحصري .

ولكثرة ما طالبنا أبي – رحمه الله – أن  يقتني لنا مذياعاً ، فقد فاجأنا ذات يوم وهو يحمل مذياعاً متوسط الحجم من نوع “توشيبا” ويعمل على أربع بطاريات .. وكانت فرحتنا لا تقدر بثمن.. وكنا – أشقائي وأنا – نفخر أمام الأولاد من رفاقنا أننا نمتلك مذياعاً يبث الأغاني ، لاسيما أغاني صباح وسميرة توفيق ..!!

كان الإعلام يمثل بالصحافة والإذاعة تلك الأيام وكان التلفاز في بداياته في المدن , كما أن الصحف لا تصل إلا للمدن .. وهكذا كان “الراديو” كما نسميه وسيلتنا لمعرفة ما يجري في وطننا من أحداث .. وكنا نستمع بشغف إلى التمثيليات والأغاني … وعندما ظهر الجهاز الصغير / الترانزستور / كما كنا نسميه دخل كل بيوت القرية تقريباً .

والبرنامج الذي كان له شعبية واسعة هو برنامج / مرحباً يا صباح / من إعداد وتقديم المذيع الراحل منير الأحمد وتشاركه التقديم المذيعة نجاة الجم.

 وفي تلك الفترة كانت ثمة إذاعات تجذب المستمع منها إذاعة لندن التي تبث الأخبار / لاسيما التي  تضر بالعرب وقضيتهم /. وكذلك إذاعة / صوت العرب من القاهرة / وكان مذيعها الشهير الراحل أحمد سعيد له شهرة واسعة في كل الأقطار العربية لأن هذه الإذاعة كانت تمتلك  تقنيات حديثة في ذلك الوقت وتصل إلى المستمع العربي في أغلب أقطار العروبة.

كان المرحوم أحمد سعيد مذيعاً بلهجة خطابية مؤثرة لاسيما في الاحتفالات  الوطنية والقومية ، وقد اعتاد أن يكون عريف المهرجانات الوطنية والقومية لاسيما تلك التي يحضرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

 المواطن العربي كان يسمع بأخبار الانقلابات والحروب والكوارث من خلال الإذاعة.

 كان ذلك الزمن زمن الإذاعة بامتياز …وثمة شعور بالحنين لتلك الأيام ..

 اليوم انحسر كثيراً دور الإذاعة في زمن التلفاز والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي لكن تبقى للإذاعة خصوصية ما ، هكذا يراها كثيرون .

 للعاملين في إذاعاتنا الوطنية  نقول: / كل عام وأنتم بخير في عيد الإذاعة في الثالث عشر من شباط/.

عيسى إسماعيل

                

المزيد...
آخر الأخبار