نقطة على السطر ..صفعات جديدة !

تلك البطاقة التي باتت حياتنا كلها مرهونة بإشارة منها…إنها البطاقة الذكية ويا ليتها تحمل من اسمها نصيباً,فلو كانت ذكية لكانت علمت أن هذا المواطن “المعتر” الذي استبعد من الدعم بحجة أنه خارج القطر لم يخطُ خطوة واحدة خارج محافظته حتى أنه لا يملك جواز سفر! ولو كانت ذكية لعلمت أن تلك الأسرة لا تملك إلا آلية واحدة “سيارة”, ومع ذلك استبعدت لأنها تملك سيارتين, ولو أنها ذكية لعرفت بذكائها الخارق أن ذلك المواطن ليس شريكاً بإحدى الشركات التجارية ولا يحقق أرباحاً هائلة لذلك هو يستحق الدعم …وقس على هذا المنوال….

والأنكى من ذلك أنك عندما تسمع تصريحات المعنيين بهذا المجال يطمئن قلبك لأنه – وحسب تعبيرهم- اتُخِذَت جميع الاحتياطات ليأخذ كل ذي حق حقه , وأنه تم الاعتماد على قاعدة بيانات صحيحة وتم الربط بين الوزارات, وأن وزارة الاتصالات بأعلى جاهزيتها بهذا الخصوص لتفادي الأخطاء السابقة والوقوف على بينة الأمر…لأنه عندما تم تطبيق قرار إعادة توزيع الدعم إلى مستحقيه في أول هذا الشهر وقعت أخطاء كثيرة وذُهل الناس من هول تلك الأخطاء وشعر كل واحد منهم أنه كالريشة في مهب الريح يطير هائماً على وجهه لا يعرف كيف سيتصرف …وانهالت الاعتراضات على رابط المنصة وقُبِلَت جميع تلك الاعتراضات , وتوافد المعترضون إلى حيث يمكنهم إثبات أحقيتهم بالدعم فصححوا الأخطاء المرتكبة , وتأملوا خيراً.. وفوجئوا مؤخراً أن قرار الاستبعاد مازال محكوماً عليهم و” كأنك يا أبو زيد ما غزيت” وعادوا إلى نقطة الصفر وعليهم من جديد تقديم أوراق ثبوتية والدخول في نفق الروتين الطويل والوقوف بالطوابير لتصحيح أخطاء ليس لهم أي ذنب بارتكابها..

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة: في حال وصلت رسالة الغاز بعد انتظار أكثر من شهرين, أو رسالة تفيد باستلام الدفعة الثانية من مخصصات المازوت والأسرة مستبعدة  من الدعم  بسبب تكرار الخطأ كيف ستتدبر أمرها؟ ولماذا لم يتم قبول الاعتراضات ريثما يبدأ المواطن  المستبعد “ظلماً” رحلته المكوكية  بين الجهات المعنية للمرة الثانية على التوالي ليثبت أحقيته في الدعم؟

أصحاب القرار نناشدكم  بأن تكون قراراتكم مدروسة وليست اعتباطية فارحموا المواطن لأن يدوخ السبع دوخات ويصفع كل يوم صفعة أو صفعات جديدة مميتة!

مها رجب

المزيد...
آخر الأخبار